الاشتعال الذاتي: هو ارتفاع درجة حرارة المادة داخلياً دون وجود مصدر حراري خارجي حتى تصل درجة حرارة المادة إلى درجة اشتعالها.
حيث يحدث الاشتعال الذاتي لبعض المواد ذات القابلية الشديدة للتأكسد، وأثناء هذه العملية تنطلق كميات كبيرة من الحرارة، وبتراكم هذه الحرارة يزداد التأكسد ويحدث الاشتعال دون وجود مصدر اشتعال خارجي.
ومن أمثلته ما يلي:
1-
التحليل الكيميائي:أحيانا يكون طول مدة التخزين للمادة ذا تأثير سلبي على المادة؛ حيث يحدث تحلل لعناصرها مما يسبب الاشتعال الذاتي.
فمثلاً: مادة النيتروسليلوز التي تدخل في صناعة البويات تحتاج إلى درجة رطوبة معينة لحفظها إلا أنه بطول مدة التخزين تتغير درجة الرطوبة (تقل) مما يساعد على تحلل المادة، وبالتالي ارتفاع درجة حرارتها إلى درجة الاشتعال.
2- التفاعل الكيميائي نتيجة اتصال مادة بأخرى:
أحياناً نجد أنه عند تفاعل بعض المواد معاً يحدث اشتعال دون وجود مصدر اشتعال خارجي، حيث إنه عند اتحاد تلك المواد معاً تنطلق منها حرارة تؤدي إلى الاشتعال.
فمثلاً: عند اتصال الصوديوم أو الكالسيوم بالماء ترتفع درجة الحرارة ويتحلل الماء إلى الأكسجين المساعد على الاحتراق والهيدروجين الذي يشتعل، حيث يكون لون الاحتراق أصفر في حالة الصوديوم وبنفسجياً مع الكالسيوم، كذلك إضافة النفط على الفوسفور الأبيض يحدث الاشتعال الشديد، وهذه هي طريقة تصنيع بعض القنابل.
3- خاصية امتصاص الأكسجين:
بعض المواد ذات التكوين المسامي كالفحم لها القدرة على امتصاص الأكسجين خلال مسامها، ويصاحب هذه العملية ارتفاع في درجة الحرارة والتي تؤدي بدورها إلى الاشتعال الذاتي، وتعتمد هذه العملية على وفرة كمية الأكسجين الموجود بالمكان ونعومة قطع الفحم؛ مما يساعد على امتصاص الأكسجين الموجود بالهواء الجوي وبالتالي سرعة ارتفاع درجة الحرارة.
4- تكاثر ونمو البكتريا:
تتكاثر البكتريا نتيجة زيادة نسبة الرطوبة في المادة العضوية مثل الشعير والقش ونشارة الخشب أو في وجود بلل متوسط داخل هذه المواد، وينتج عن هذا التكاثر ارتفاع تدريجي في درجة الحرارة المختزنة حتى تصل إلى درجة الاشتعال، وهذه العملية قد تأخذ وقتاً طويلاً نسبياً قد يصل إلى أسابيع، علماً بأن زيادة درجة الحرارة تؤدي إلى زيادة الأكسدة.
فمثلاً: نسبة الرطوبة في تخزين الشعير يجب أن لا تزيد عن 12% في البلاد الحارة، وإلا أصبحت البيئة قابلة للتكاثر البكتيري، وكذلك يجب ألا تزيد هذه النسبة عن 15% في البلاد الباردة.
5- خاصية التأكسد البطيء:
ذكرنا سابقاً أنواع التأكسد الثلاثة، ومنها التأكسد البطيء حيث نجد أن بعض المواد العضوية كالقطن الملوث بزيوت نباتية أو حيوانية عند جفافها من الزيوت تكتسب خاصية الشراهة للاتحاد بالأكسجين، مما يؤدي إلى انطلاق الحرارة الكافية لحدوث الاشتعال الذاتي، وكذلك قطع القماش التي تستعمل في مسح الزيوت المتساقطة، أيضا مسح اليدين من أثر الزيوت يمكن أن تسبب اشتعالاً ذاتياً إذا تركت مهملة فترة من الزمن، كذلك الزيوت النباتية، مثل: زيت بذر الكتان وزيت الصويا، ومن أهم هذه الزيوت القابلة للاشتعال الذاتي في حالة استخدامها هي تلك التي تدخل في المواد المستعملة في تصنيع الأخشاب مثل زيوت الورنيش والتلميع، كما أن اشتعال الزيوت النباتية ذاتياً يحتاج إلى نحو (4- 6) ساعات بعد طلائها، وتكمن خطورتها إذا سقطت على نشارة الخشب الموجودة على أرضية ورش النجارة حيث يمكن حدوث حريق داخل الورشة خاصة بعد غلقها ليلاً.