الممـلـكـة.. تـدحـــر الإرهــاب
بدر عبدالكريم السعيد
الإرهاب ظاهرة عالمية لا دين له، ويعرّف أهل القانون الإرهاب بأنه فعل من أفعال العنف واستعمال القوة بالاعتداء على الحريات أو الممتلكات أو الأرواح خالية من القيم والمبادئ. وتبذل المملكة – حرسها الله – جهوداً كبيرة وجبّارة في محاربة الإرهاب والفكر الضال المتطرف في الداخل والخارج ومواجهته بكل الوسائل، فقامت على مواجهة الفكر بالفكر الذي يدحض تلك الأفكار الضالة الهدّامة، التي تستهدف الإفساد والإخلال بالأمن، والإضرار بالوطن، ومسحها من عقولهم بكثير من البرامج التي تعدها وزارة الداخلية بمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية لمعالجة «الفكر المتطرف» بمختلف التخصصات العلمية وهو مركز متكامل، يعتبر فريدا من نوعه على مستوى العالم، وتتواصل تلك المواجهة أيضاً بالتنمية والحضارة، فالمملكة – حفظها الله وأدام عِزّها - قائدة العالم في مكافحة الإرهاب، وما تمتاز به بعديد من الإجراءات المبتكرة التي أسفرت عن نتائج ونجاحات مبهرة وإنجازات كبيرة في إحباط عديد من العمليات الإرهابية بعمليات استباقية موفّقة، تسجّل للمملكة في تميّزها على مستوى العالم في دحرها للإرهاب بكل نجاح وتفوّق ولله الحمد والشكر. وفي إنجاز جديد في دحر الإرهاب وبكل قوة وحزم، أحبط رجال أمننا البواسل عمليات إرهابية لمجرمين مسيرين من الأعداء لزعزعة الأمن، والقيام بالتصدي لهم، والقضاء عليهم بفضل الله وتوفيقه، وقد ضجّت جميع وسائل الإعلام بتفاعل المواطنين مع رجال الأمن بمؤازرتهم، وأنهم جميعاً رجال أمن جنباً إلى جنب يكمل بعضهم بعضا، وهذا ما تتّسم به هذه البلاد المباركة، بشعبها الوفي وقيادتها الحكيمة الرشيدة في كل الأوقات في السرّاء والضراء من قوة تلاحم وترابط وتعاضد كالبنيان يشدّ بعضه بعضا.
وفي بادرة جديدة، استضافت المملكة ممثلة في وزارة الثقافة في الرياض، معرض «مدن دمّرها الإرهاب»، وذلك بالتعاون مع معهد العالم العربي في (باريس)، تهدف إلى توعية الجماهير والمجتمع بالتراثين الحضاري والإنساني، وأهمية الحفاظ عليه، ولا سيما في المدن العريقة والأثرية المسجلة في لائحة اليونيسكو للتراث الإنساني، التي توجد في مناطق الصراع والنزاعات بين الجماعات المتطرفة، وتكمن أهمية المعرض في قدرته على جمع كل هذه المحتويات ودمجها في سياق بصري واحد، يقدم محاكاة تقنية دقيقة لتلك المواقع، ويعيد تجسيدها بشكل يسمح للزوار بمعايشتها من جديد، وكأنها موجودة بالفعل بعدما تلاشى أغلبها واختفى من الوجود، وذلك لإحياء الضمير الإنساني وتوعيته بقيم التسامح وقبول الآخر، وأهمية المحافظة على المكتسبات الحضارية، وهذه البادرة المتميّزة تقدّم للعالم رسالة أن الإرهاب لا دين له ولا وطن.
اللهم احفظ وطننا وولاة أمرنا، وأدم علينا نعمة الأمن والأمان، وادحر كل معتدٍ، واجعل تدبيره تدميره.
(صحيفة الرياض)