أشاد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية بمهرجان الساحل الشرقي وما تضمنه من فعاليات لأهالي المنطقة وزائريها .
وقال سموه خلال استقباله بالمجلس الأسبوعي "الإثنينية " بقصر الإمارة لأصحاب السمو والفضيلة والمسئولين والأهالي بالمنطقة ومنظمي المهرجان " المهرجانات أقيمت في أكثر من محافظة بالمنطقة الشرقية ، وبأشكالها المختلفة ، وأعطت زخماً مميزاً عن واقع السياحة بشكل عام ، وبالتالي يجب أن تعطى هذه الأعمال الناجحة حقها من الدعم والمواصلة ، لضمان استمراريتها ، فقد آن الأوان بأن يكون لها مقر ثابت وتدرس تلك الفعاليات بعناية من مجلس المنطقة والمجلس السياحي وهيئة السياحة للخروج بأفضل الأوقات وكيفية إدارتها حتى تكون الغاية المرجوة منها متوافقة مع كل ما يطمح له المواطن والزائر والمقيم في هذه المنطقة .
وأضاف " نحن أشد سعادة أن نرى الزوار يأتون من كل مناطق المملكة والدول المجاورة إلى منطقتنا العزيزة وكذلك أهالي المنطقة يتوافدون على مهرجاناتهم في بلادهم وفي ذلك عدة منافع ، منها أنهم ولله الحمد تحت رعاية وعناية من الجميع في جميع أمورهم ،ويطلعون على ما كان يفعل آباءهم وأجدادهم الذين يقطنون على الساحل ويذكرون بالماضي وما أصبح به في بلادهم ولله الحمد من نمو وتطور ، بالإضافة إلى أنها تسلية وترويح عن النفس وفرصة جيدة للجميع أن يخرج في وقت إجازته لقضاء وقت ممتع مع أسرته إلا إنه كذلك يستفيد من دروس قد لا يتعلمها لولا وجود مثل هذه المهرجانات .
وتحدث سمو أمير المنطقة عن المبادرة التي تمت في هذا العام في مهرجان الساحل الشرقي ( إماطة ) وإماطة مستمدة من الحديث الشريف ( إماطة الأذى عن الطريق صدقة ) وهذه مبادرة تبنتها أمانة المنطقة ونسعى لنشرها في جميع الأماكن حتى تكون إماطة الأذى في كل مكان وأولاً امتثالا لتعاليم الهادي المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعاليم ديننا الحنيف وفي نفس الوقت أن الإنسان المسلم إنسان نظيف يحرص على أن يكون أي مكان يذهب له لا يتركه إلا بعد أن يتركه كما أتى إليه وسيكون بإذن الله في المستقبل عدة مبادرات على هذه الشاكلة وكلها لخدمة المجتمع وتصب في مصلحة المجتمع .
ونوه سموه أن كل هذه الأمور تبتدئ صغيرة ولكن بالرعاية والاهتمام والعناية تكبر ولا تكبر إلا بسواعد الرجال ودعم الفضلاء وقبل كل شيء أبناءنا وإخواننا المتطوعين الذين لهم جهد حقيقي يستحق الشكر والثناء وتواصل العمل ليلا ونهار مع إخوانهم في كل القطاعات لإرشادهم وتنبيههم للضيوف ومساندتهم وإسعافهم في بعض الأحيان والحرص على العمل التطوعي الذي هو من اشرف الأعمال التي ممكن أن يقوم بها الفرد وأن هذا هو ديدن أهالي المملكة ولله الحمد , وهذه المنطقة تزخر برجالها وشبابها الذين نفخر بهم لافتاً سموه النظر الى أنه في نهاية المطاف ما لم يتعاون الناس على البر والتقوى ويتكافلوا فلا يصلح المجتمع إلا عندما يتكافل الجميع فلهم منا التحية والشكر والتقدير والامتنان ولكل من عمل ومن ساهم وقدم ولو شيئا قليل حتى بفكرة ولو كانت بسيطة فالأمور الكبيرة تبتدئ بأفكار صغيرة ولكنها تكبر ، فبالتالي لا نستثني أحدا ولا نقلل من شأنه وكل من ساهم في هذا المهرجان نتمنى إن شاء الله أن تكون دائما أيامنا أيام سعيدة واحتفالات وفرح خصوصا في إجازاتنا ونحافظ على عاداتنا وتقاليدنا وموروثاتنا وديننا وثوابتنا التي هي مصدر عزتنا وافتخارنا ولله الحمد والمنة على توفيقه وعلى نجاح هذا المهرجان والمهرجانات الأخرى التي أقيمت بالمحافظات الاخرى بالمنطقة الشرقية .
فيما ألقى خلال اللقاء مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة الشرقية والمشرف العام على مهرجان الساحل المهندس عبداللطيف بن محمد البنيان كلمة أكد فيها بأن المهرجانات تمثل عنصراً مهماً من عناصر تنمية السياحة في المملكة ، و لقد عمل مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية برئاسة وتوجيهات صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية وبمساندة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني دوراً قيادياً في تطوير روزنامه المهرجانات التي تقام في المنطقة ، وحققت نجاحاً كبيراً يشجع على تهيئة مهرجانات تمثل هوية المنطقة لتصبح مهرجانات رئيسية على مستوى المملكة والخليج العربي و لما تتمتع به المنطقة الشرقية من مقومات سياحية .
وأشار إلى أن مهرجان الساحل الشرقي - للتراث البحري - لهذا العام حظي بمشاركة من كافة دول مجلس التعاون الخليجي ، للحرف اليدوية وفرق الفنون الشعبية والنواخذه والبحارة، ليمثل المهرجان البحري الاول خليجياً ، بهدف إبراز المقومات السياحية والتراثية البحرية في المنطقة، والعمل على استثمارها سياحيا وجذْبِ أكبر عدد ممكن من الزوار والسياح للمنطقة، والمساهمة في جعل سواحل المنطقة من أهم المقاصد السياحية ، مشيراً الى الدور الذي صنعه الشباب في مهرجان الساحل إذ حظي بمشاركة أكثر من (1800) من شباب المنطقة ، كوظائف مؤقته ، وذلك بناءً على توجيهات سمو أمير المنطقة الشرقية، حيث تم توسيع دائرة المشاركة من الشباب ، ومن الحرفيين والاسر المنتجة بواقع (100) مشارك ، و (40) مركب شراعي وقارب نزهه ، كما وفر المهرجان و ظائف غير مباشرة ، و ضم المهرجان جملة من الفعاليات المحببة للزوار ، منها البلدة التراثية ، والسفن و المراكب البحرية القديمة ، و استديو البحر ، و المسرح المفتوح تجسيدا لمغامرات البحر و رحلات الغوص .
كما أن للمهرجان دور بارز من خلال تبني فكر العمل التطوعي لاكثر من 700 من الطلبه ومشاركتهم في التنظيم والمجاميع المؤدية لعروض المسرح المفتوح في الميدان مما أسهم في نقل الموروث التراثي إلى الجيل الحالي.
وأشار البنيان إلى أن المهرجان حصل على تقدير (ممتاز) من غالبية زوار المهرجان بنسبة 90% واستقطاب الزوار لاكثر من 675 الف زائر، وان موقع المهرجان وجاهزيته حظي برضى 97% من الزوار ، كما بلغت نسبة السياح (40%) من اجمالي زوار المهرجان حيث قدموا الزوار من ما يزيد على (28) وجهة من مختلف مناطق المملكة الإدارية ومحافظاتها ومن دول الخليج العربي ، وأكثرية واضحة لمنطقة الرياض بنسبة 36% ، كما أن نسبة 44% من أفراد العينة كانوا من حملة الشهادة الجامعية فأعلا مما يعني تأكيد نجاح المهرجان كمهرجان ثقافي .
وأفاد أن ما يقارب من (99%) من زوار المهرجان يحضرون للمهرجان في حال إقامته مرة أخرى، كما حققت المنطقة معدل إشغال عال لقطاع الإيواء السياحي.