أوضح صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض أن الابتكارات في تقنيات المياه والطاقة مطلب أساسي للرياض ، مبيناً سموه أن المنطقة تفتقد للمصدر المائي الطبيعي وتعتمد على التحلية .
وقال سموه في تصريح صحفي عقب افتتاحه لفعاليات المنتدى السعودي للمياه والطاقة 2015م" إن منطقتنا مشهوداً بها عالمياً في مجال استثمار الطاقة بأشكالها كافة سواءً الإنتاج أو التقنية أو التحلية وهذا يحتم علينا إنشاء معارض ومنتديات لتبادل الخبرات وتطوير الإمكانيات ".
وعن مشاركة جامعة الملك عبدالله (كاوست) في المنتدى أضاف سموه " إن مشاركة الجامعة إضافة للمنتدى فما تضمه من معاهد ومراكز بحثية متخصصة في المياه والطاقة يقدم الكثير في هذا المجال ".
ودعا سمو أمير منطقة الرياض في ختام تصريحه إلى إتباع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف في ترشيد المياه والطاقة ، لافتا سموه إلى أن ذلك دليل على شكر النعمة التي ننعم بها في بلادنا الغالية .
وكان الأمير تركي بن عبدالله قد افتتح فعاليات المنتدى السعودي للمياه والطاقة 2015م في فندق الفيصلية بحضور معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين ومعالي وزير الزراعة المهندس وليد الخريجي .
واطلع سموه في المعرض المصاحب للمنتدى على أحدث الأجهزة والتقنيات والتطلعات المستقبلية في مجال المياه والطاقة ، كما التقى سموه بالمختصين في القطاعين المائي والكهربائي .
وألقى معالي وزير المياه والكهرباء كلمة في الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بين فيها أن المنتدى ينعقد للسنة الحادية عشرة على التوالي والسنة الأولى في مدينة الرياض بعد أن عقد بمدينة جدة لمدة عشر سنوات ورأى غالبية الحضور والعارضين والمشاركين مناسبة انتقاله بعد هذه المدة إلى مدينة الرياض، وفي هذا العام تكون إقامته مناسبة مهمة كما كانت دائما تعني بقضايا المياه والكهرباء مما جعله محط اهتمام المستثمرين والمقاولين والمصنعين والمستهلكين ومقدمي الخدمة في هذين القطاعين الحيويين والمهمين وقد أصبح بفضل الله وعونه وتوفيقه سمة بارزة في مسيرة القطاعين ومناسبة لإلقاء الضوء على أهم المستجدات والانجازات لما مضى من عام وما نتطلع إلى تحقيقه في أعوام قادمة بإذن الله.
وأكد معاليه أن جهود البناء تتواصل مع استمرار الرعاية الكريمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والدعم الكبير للتعزيز وتطوير خدمات القطاعين وتستمر بفضل الله وعونه وتوفيقه وتيرة النمو فيهما مما جعل المدة الماضية حافلة بالإنجاز والتطور، حيث تستمر عجلة التوسع وتحسين البنية الأساسية في مجالي المياه والصرف الصحي وزيادة الاعتمادات المالية لهما إذ تبلغ تكاليف المشروعات تحت التنفيذ قرابة (مائة وأربعين مليار ريال) وبلغ إجمالي أطوال شبكات المياه المنفذة (ثلاثة وتسعين إلف كيلو متر) وتجاوز عدد توصيلات المياه هذا العام (مليونين ومائة ألف توصيلة) وتجاوز المعدل اليومي للضخ في شبكات (ثمانية ملايين متر مكعب) وبمعدل يومي للفرد قدرة (260) لتراً متجاوزاً بذلك معدل الاستهلاك الأوروبي بقرابة الضعف وتجاوزت نسبة النمو (7%) سنوياً كما تجاوز عدد توصيلات الصرف الصحي (مليون ومائة ألف توصيلة) وزادت أطوال الشبكات على (29 ألف كيلو متر).
وأضاف : كما واكب ذلك زيادة في السعات التصميمية لمحطات المعالجة وذلك برفع كفاءة المحطات الثنائية القائمة إلى ثلاثية والتوسع في إنشاء محطات جديدة حيث بلغت كميات الصرف الصحي المعالج أكثر من (ثلاثة ملايين وخمس مائة ألف ريال متر مكعب يومياً) أي ما يعادل قرابة(60%) من استهلاك المياه للأغراض البلدية إضافة إلى تحسين جودة تلك المياه بتطوير جميع المحطات إلى درجة المعالجة الثلاثية وقد مكن التوسع في مشاريع نقل المياه المعالجة إلى الاستفادة القصوى من إعادة استخدامها في أغراض التجارية والصناعية والترفيهية إلى جانب الاستخدام الزراعي سعيًا إلى تحقيق مطلب ملح وهو الاستفادة الكاملة من المياه المعالجة توفيراً للمياه الجوفية فعلى سبيل المثال بدأت العديد من المنشأة التجارية والصناعية ومحطات التوليد ومصافي الزيت الاستفادة من هذه المياه لأغراض التكييف والتبريد مثل مشروع الملك عبدالله المالي ومحطات الكهرباء في الرياض وضرما والقصيم ومصفاة الزيت في الرياض.
وبين المهندس الحصين أنه في القريب العاجل إن شاء الله سيتم طرح أكبر مشروع تجميعي لمياه الصرف الصحي المعالجة من سكاكا وعرعر وطريف لتغذيه مدينة وعد الشمال باحتياجاتها ، ويشمل المشروع مد (أربعمئة وتسعة وثلاثين كبلو متراً) من خطوط الأنابيب وما تحتاجه من محطات الضخ وإقامة عدد من الخزانات بطاقة إجمالية قدرها (ثمانمائة وستون ألف متر مكعب) ،وإقامة محطة معالجة نهائية.
وأفاد معاليه أن شركة المياه الوطنية تمكنت في مجال تسويق المياه المعالجة وحدها من توقيع عدد من الاتفاقيات لبيع المياه المعالجة لمدد تزيد على(عشرين عاماً) لقطاعات حكومية وخاصة تتجاوز قيمتها التعاقدية(ستة مليارات ريال)، وسيستمر التركيز على إعادة الاستخدام لأكبر كمية من المياه المعالجة في هذا المجالات أو غيرها من المجالات الأخرى ، لترتفع كمية المياه المستهلكة من المياه المعالجة بنهاية خطة التنمية التاسعة الحالية إلى أكثر من (ثمانمائة ألف متر مكعب يوميا) .
وأشار إلى أن عدد السدود المنفذة وما تحت التنفيذ (526 سداً) تبلغ طاقتها التخزينية(مليارين وخمسمائة مليون متر مكعب) تخدم أغراضاً مختلفة ، كتغذية الآبار والري ،والحد من الفيضانات وسد جزء من حاجة الاستخدام البلدي كما هو حاصل في مناطق (الباحة ، وعسير ، وجازان) ، لافتاً النظر إلى أن هذه السدود تقام عليها محطات للتقنية ، ولعل أحد الأمثلة المضيئة سد(بيش) حيث يختزن قرابة (كئتي مليون متر مكعب) ، وهو ما يعادل إنتاج محطة تحلية طاقتها(مئتا ألف متر مكعب يومياً) لمدة (ثلاث) سنوات ، مبيناً أنه أقيمت عليه أكبر محطة معالجة في المملكة بطاقة (خمسة وسبعين ألف متر مكعب يومياً) ، وهناك مشروع تحت التنفيذ لمضاعفتها ،لتصبح طاقتها الإجمالية(مئة وخمسين ألف متر مكعب يومياً) ، وستسد هذا الطاقة الجزء الأكبر من استهلاك منطقة جازان ، ولن تحتاج هذه المياه إلى الضخ ، لأنها تتدفق بالجاذبية ، نظراً لارتفاع السد عن سطح البحر.
وقد حافظ السد على مستواه الأقصى من المخزون منذ إنشائية - ما يقارب ثمانية أعوام - على الرغم من إطلاق قرابة (ثلاثة وعشرين مليون متر مكعب) خلال تلك الفترة ، لتغذية الزراعة والمحافظة على البيئة الرعوية في وادي بيش .
وبين معاليه أن الوزارة تولي في جانب تخزين مياه الشرب جل عنايتها واهتمامها وخاصة للمدن التي تعتمد بعد الله على مصدر واحد وهو التحلية مثل (مكة المكرمة , والمدينة المنورة , وجدة , والطائف , أبها , وخميس مشيط) ، مفيداً أنه بدأ التشغيل الجزئي لمحطة رأس الخير ومرافقها وتعد أكبر محطة تحلية في العالم بسعة إنتاج (مليون وخمسة وعشرين ألف متر مكعب يومياً) لتعزيز إمدادات المياه المحلاة إلى مدينة الرياض وبعض المحافظات الداخلية وكذلك إلى محافظات المنطقة الشرقية الشمالية مثل (النعيرية , وحفر الباطن) والعديد من المراكز بطاقة قدرها (مائة ألف متر مكعب) كما سيدشن سموكم الكريم قريبا إن شاء الله مشروعين مهمين لإيصال المياه المحلاة ولأول مرة احدهما إلى محافظة الخرج والثاني إلى محافظات (ضرما , والمزاحمية , والقويعية)
وأوضح المهندس الحصين أنه تم خلال العام المنصرم بفضل الله إيصال المياه المحلاة إلى منطقة الباحة من محطة الشعبية بمنطقة مكة المكرمة وأنشأت المؤسسة العام لتحلية المياه المالحة لذلك خط أنابيب بطول (233) كيلو متر بتكلفة تجاوزت (مليار ريال) وستطرح المؤسسة في قريب العاجل إن شاء الله مشاريع جدة (المرحلة الرابعة) بطاقة (أربعمائة ألف متر مكعب يومياً) ومحطة رابغ (المرحلة الثالثة) بطاقة (ستمائة إلف متر مكعب يوميا) ومحطة الجبيل (المرحلة الثالثة) بطاقة مليون وخمسمائة ألف متر مكعب يومياً لتعزيز إمدادات المياه إلى مدينة الرياض ومدن المنطقة الشرقية وستكون بذلك أكبر محطة في العالم كما ستطرح مشاريع جديدة للتحلية وهي الوجه (المرحلة الرابعة) وضبا (المرحلة الرابعة) وحقل (المرحلة الثالثة) بطاقة (تسعة آلاف متر مكعب يومياً) لكل منها وجار العمل لإيصال هذه المياه إلى المدن المستفيدة وقد رسيت حديثاً خطوط تغذية جديدة لمدينة الرياض بطول (مئة وثلاثة وثلاثين كيلو متر) إضافة إلى ثلاثة خزانات جديدة وسيقضي هذا المشروع بإذن الله على مشكلة الانكسارات في الخطوط القديمة .
من جانبه ألقى رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية الدكتور جان لو شامو كلمت أشار فيها إلى أن الطلب للمياه في المملكة سيزداد بحوالي ثلاثة أضعاف بسبب النمو السكاني المتزايد والتغيرات المناخية والطبيعية مشدداً على ضرورة إيجاد حلول طويلة الأمد وتأمين مهارات في مجال الطاقة والمياه .
وقال " إن رؤية خادم الحرمين الشريفين في أن تكون جامعة الملك عبدالله شريك حيوي في جميع مشاريع المياه والطاقة والغذاء والبيئة " .