منذ أن خلق الله الإنسان وأوجده على هذه الأرض وهو يبحث عن وسائل تقيه من المخاطر التي تحف به من كل مكان وزمان ، فمنذ أن وعى الإنسان الحوادث وما ينتج عنها بدأ بالبحث عن مسببات تلك الحوادث وسبل الوقاية منها أو التقليل من آثارها . وقد كان للإسلام دور كبير في إيجاد قوانين السلامة وربطها بعقيدة المسلم ومع الثورة الصناعية الحديثة بدأ الناس باستخدام الطائرات لجميع المتطلبات ولحاجة العمل في مجال الطيران وذلك داخل نطاق فني ، بدأت معاناة الإنسان بسبب الحوادث اليومية التي يتعرض لها ( جميع العاملين في الطيران ) والتي في الكثير من الأحيان تؤدي بحياته أو تجعله عاجزاً عن العمل .
من هنا نجد أن السلامة وخاصة سلامة الطيران تشتمل على الإجراءات التي من شأنها تقليل الحوادث وآثارها ما أمكن ذلك في أي مكان .
مفهوم السلامة بطيران الأمن
السلامة جزء لا يتجزأ من كل عمل نقوم به سواء في الجو أو على الأرض أو البحر حيث أن السلامة هي الفكر الحضاري والإنساني السليم وهي الوقاية من الحوادث أو التقليل من وقوعها إلى أدنى حد ممكن والحفاظ على الأرواح والممتلكات وتوجيه قائد عام طيران الأمن المستمر لإدارة السلامة بقيادة الطيران لوضع الخطط والبرامج المتعددة لرفع مستوى السلامة في قواعد طيران والتي تشمل السلامة الجوية والسلامة الأرضية وسلامة المنشآت ومن أبرز الصفات في طيران الأمن هو التزام جميع منسوبي الطيران بمبادئ وتعليمات السلامة وتنفيذها وفقاً للبرامج والخطط والتعليمات وكتيبات السلامة التي تضعها قيادة الطيران للسلامة على كافة المستويات .
أسس السلامة الجوية
أ – اللياقة البدنية :
فهي متطلب أساسي للعسكري بصفة عامة وخاصاً في طيران الأمن وتشمل صفة في الجسم والحركة مع قوة البنية وذلك من خلال المواظبة على التمارين الرياضية والالتزام ببرنامج غذائي متوافق.
ب – اللياقة الذهنية :
العمل بطيران الأمن يتطلب صفاء الذهن واليقظة وسرعة البديهة وصواب الحكم وسرعة اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب والبعد عن كل ما يؤثر سلباً على لياقتهم الذهنية سواء مشاكل عائلية أو اجتماعية أو اقتصادية وعلى قيادة الطيران مساعدة جميع منسوبيها في تحقيق ذلك بتهيئة جميع الظروف الملائمة للعمل التي تكفل بوجود اللياقة الذهنية بالشكل المطلوب .
ج – الوعي والثقافة في السلامة :
لما للسلامة من أهمية بارزة الأمر الذي يستوجب وضع برنامج تعليمي تثقيفي واستغلال جميع الوسائل المتاحة وابتكار ما هو جديد في علوم الطيران لتنفيذ برامج الوقاية من الحوادث .
د- الصفات الشخصية التي تؤهل للعمل في السلامة :
من الصفات الواجب توفرها الإخلاص والأمانة والمعرفة والصبر والشجاعة والانضباط الاحتراف والمواكبة والتنظيم والذكاء والدقة والابتكار والتحليل والتقييم وحب العمل الجماعي .
هـ - المعدات والأجهزة الخاصة بأمور السلامة :
يجب التأكد من توفر المعدات والأجهزة الخاصة بالسلامة بالكميات المطلوبة وتدريب العاملين بها لتنفيذ برامج الوقاية من الحوادث.
و- المختصين والمشرفين على السلامة :
لنجاح برنامج السلامة وتنفيذ برامج الوقاية من الحوادث يتطلب وجود العدد الكافي من المشرفين والمختصين في مجال السلامة .
ز – خطة عمل وبرامج فعالة للوقاية من الحوادث :
يجب وجود خطة عمل مدونة بأسس علمية ومحددة وتتضمن برامج وقاية من الحوادث .
ح – تحديد مكامن الخطر والتعريف بخطتها :
وهو من أسس السلامة وذلك لدرء المخاطر قبل وقوع الحوادث
متطلبات السلامة
لتحقيق السلامة والارتقاء إلى أعلى المستويات يجب الإلمام الكامل بجميع إجراءات وتعليمات السلامة المعمول بها في تخصصات الطيران وتحسين الأفكار والوعي لمنسوبي الطيران من خلال التدريب النظري وعلى رأس العمل والتوعية وحسن الإشراف والتوجيه من قبل المسئولين المباشرين لمنسوبيهم ومتابعة التطور التقني مع محاولة التعود على الاستقامة والانضباط والالتزام بقواعد وأنظمة الطيران والصيانة والاستفادة من التجارب والخبرات السابقة والأخذ بالأسباب التي بعون الله تكفل لنا النجاح في إنجاز المهام المناطة بنا بأمن وسلامة .
من المسئول عن السلامة الجوية والأرضية
تقع مسئولية السلامة بطيران الأمن على جميع العاملين فيه ولكن تقع المسئولية العظمى على القادة حيث أن دورهم الرئيسي هو الإشراف على الفكر والسلوكيات في مجال السلامة لذا عليهم المتابعة المستمرة للارتقاء بمنسوبيهم إلى أعلى درجة من الفكر والوعي في أمور السلامة .
أدوات تحقيق السلامة الجوية والأرضية بطيران الأمن
بما أن كل فرد من منسوبي طيران الأمن هو رجل سلامة فينبغي استخدام جميع الأدوات المتاحة لجعل السلامة جزء من فكر وسلوك العاملين ونذكر من تلك الإدارات على سبيل المثال لا الحصر.
أ- التدريبية ج- التأهيل والتعليم هـ- القيادة والإشراف
ب- التدريب د- التثقيف والتحفيز
ز- الندوات واللقاءات والمحاضرات وزيادة معارض السلامة .
الوقاية من الحوادث
1- إجراء الدراسات الخاصة والمتعلقة بسلامة الطيران وإصدار التقارير والتوصيات الخاصة بها وبالتفتيشات المتعلقة بسلامة القواعد والأداء الآلي والبشري لجميع عمليات الطيران بغرض الرفع من مستويات السلامة والوقاية من الحوادث .
2 - متابعة تنفيذ التوصيات الواردة في تقارير حوادث ووقائع الطيران مع الجهات ذات العلاقة .
3 - تجميع بيانات حوادث ووقائع الطيران وإجراء التحليلات الفنية وإصدار التقارير والتوصيات الخاصة للوقاية من وقوع الحوادث .
4- عقد الندوات والدورات المتعلقة بسلامة الطيران والوقاية من والوقاية من وقوع الحوادث للرفع من مستوى المعرفة والأداء لدى منسوبي الطيران.
طبيعة طيران الأمن
قبل التحدث عن المفهوم العام للوقاية من الحوادث نود أن نشير إلى أن طبيعة الطيران في الجو والتعرض للعوامل الجوية المتقلبة وما يتطلبه الطيران من السرعة والدقة والتركيز والشجاعة وسرعة التصرف واللياقة البدنية العالية والاعتماد على كثير من المساندين مثل المراقبة الجوية والصيانة والتدريب الخ ، كل هذه العناصر تجعل من الطيران عملية فيها كثير من المخاطرة والعمل على حافة الخطر وإيصال الطيارين والطائرات إلى الحد الأعلى للقدرات .
المفهوم العام للوقاية من الحوادث
مفهوم الوقاية من الحوادث مفهوم إسلامي منحدر في نفس المؤمن الذي يؤمن بأن كل ما يحدث له بقضاء الله وقدره إلا أنه في الوقت نفسه مأمور بالأخذ بالأسباب لدرأ المخاطر وتفادي الحوادث قبل وقوعها والشواهد على ذلك كثيرة من القرآن والسنة ومن الحكم والأمثال العربية نكتفي بذكر الأكثر أهمية منها وهو قوله تعالى ( وخذوا حذركم ) (1) وقوله صلى الله عليه وسلم ( أعقلها وتوكل ) (2)وقول القائل " درهم وقاية خير من قنطار علاج " (3)
مفهوم طيران الأمن للوقاية من حوادث الطيران
يوجد مدخلان للوقاية من الحوادث :
أ) المدخل السلبي :
وهو أن ننتظر الحوادث حتى تقع ثم نحقق في أسبابها ونخرج من التحقيق بالتوصيات والإجراءات الواجب اتخاذها لضمان عدم تكرارها مستقبلاً .
ب) المدخل الإيجابي :
وهو أن نستبق وقوع الحوادث بالبحث عن مسبباتها المتمثلة فيما نسميه بمكامن الأخطار ووضع الخطط والبرامج الوقائية لإزالتها أو تصحيحها تفادياً لما قد ينتج عنها من الحوادث أو التقليل من آثارها إلى أدنى حد ممكن .
وتعتمد جهود طيران الأمن لتحقيق السلامة على المدخل الإيجابي للوقاية من الحوادث وعلى مفهوم النظرة البعيدة أو الاستعدادات المسبقة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة مكامن الخطر المحيطة بتشغيل الطائرات أو التقليل منها ويقتضي ذلك تحديد مكامن الخطر أولاً تمهيداً للبدء في اتخاذ التدابير اللازمة الفعالة للوقاية منها ومنع وقوع الحوادث التي قد تتسبب فيها .