انعقدت بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بالعاصمة التونسية اليوم، أعمال الملتقى الثالث لرؤساء أجهزة الدفاع المدني بالدول العربية وأمناء ورؤساء الجمعيات الوطنية بالمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.
ورأس وفد المملكة إلى الملتقى معالي مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان بن عبدالله العمرو.
وأكد معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان في كلمته الافتتاحية أهمية الملتقى كون الوطن العربي عرضة للكوارث الطبيعية المختلفة بفعل موقعه الجغرافي ، مشيراً إلى أن بعض البلدان العربية تقع قريباً من خطوط الصدع القاري في القشرة الأرضية مما يرشح احتمالات التعرض للزلازل والهزات الأرضية , وبعضها الآخر يقع في مناخ مداري يجعله عرضة للأمطار الموسمية التي تخلف أحياناً خسائر بشريةً وماديةً كبيرة بفعل ما يصاحبها من رياح عاتية وما ينتج عنها من فيضانات جارفة وسيول عارمة وانزلاقات للتربة.
وأضاف معاليه أن الدول العربية التي تقع في مناطق صحراوية أو شبه صحراوية تعاني كذلك من تحديات كارثية تتعلق بالتصحر والجفاف والآفات الطبيعية كالجراد المهاجر , فضلاً عن الاحتمالات المتزايدة لمواجهة الكوارث الصناعية نتيجة استخراج وتدوير الطاقات الأحفورية كالنفط والغاز والاعتماد المتسارع على الصناعة , لافتاً النظر إلى تدهور الأوضاع السياسية والأمنية وبؤر التوتر والنزاعات المسلحة التي تشهدها بعض أنحاء الوطن العربي ، والتي أدت إلى كوارث إنسانية جسيمة خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى وهدمت آلاف البيوت ودفعت ملايين الناس إلى النزوح .
ودعا معالي الدكتور كومان في هذا الصدد إلى تضافر جميع الجهود وتكاتف كل الجهات المعنية سواء منها الحكومية والأهلية، مشيراً إلى أن الملتقى الحالي لرؤساء أجهزة الدفاع المدني بالدول العربية وأمناء ورؤساء الجمعيات الوطنية بالمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر يحمل درجة كبيرة من الأهمية، لأنه يجمع أكثر قطاعين تدخلاً في مواجهة تداعيات الكوارث البشرية والطبيعية ألا وهما الحماية المدنية والهلال الأحمر، بالإضافة إلى بعض الجهات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المعنية .
وأكد معاليه أهمية الملتقى لتعزيز علاقات التعاون بين الأمانة العامة للمجلس والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، بما يخدم مصلحة الدول العربية ويدعم المواجهة الفعالة للكوارث والحوادث الكبرى.
من جانبه أكد الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد السحيباني، أهمية توحيد جهود أجهزة الدفاع المدني وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في العالم العربي في ظل الوضع المأساوي الكارثي والتناسل الغريب لهذه المآسي وتنوعها من أزمات صراع إلى كوارث طبيعية وأخرى صحية.
وبين أن الدفاع المدني وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر تظل أمام أزمات متجددة تحتاج إلى المزيد من التنسيق الإنساني بالذات، وأن الجمعيات المانحة والجهات المستفيدة هي في ذات النطاق، مشيراً إلى أن المستقبل يحتاج إلى المزيد من التعاون والحكمة لمواجهة هذه الأزمات.
وأبدى الدكتور السحيباني تفاؤله بنجاح العمل بين مكونات المنظمة من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر وأجهزة الدفاع المدني في التنسيق للوصول إلى المحتاجين من اللاجئين والمنكوبين في العالم العربي والإسلامي بأسرع طريقة وأكثر فائدة، منوهاً بحراك المنظمة الدولية بالتنسيق مع جمعياتها الوطنية في مناطق الأزمات لجلب المزيد من الخبرات المتنوعة التي تساهم في سرعة الاستجابة والعمل على التقليل من آثار الكوارث باستثمار كل ما يستجد من تقنية لخدمة الوضع الحالي.
وتطرق الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر إلى شهداء الإنسانية من منسوبي الدفاع المدني والهلال الأحمر الذين رحلوا وهم يقومون بواجبهم الإنساني في خدمة ضحايا الحروب والصراعات والكوارث، ليغرسوا في العالم همة يهتدى بها لتحقيق رسالة السلام ومساعدة الإنسان على مستوى العالم، وزرع الأمل في النفوس وبناء قصص كفاحهم التي تجسد أسمى معاني الإنسانية.
إلى ذلك عبر معالي مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان بن عبدالله العمرو في تصريح لوكالة الأنباء السعودية عن سعادته بالمشاركة في هذا الملتقى الذي يتزامن مع أعمال المؤتمر العربي السادس عشر لرؤساء أجهزة الحماية المدنية، مشيراً إلى أن الاجتماع هو امتداد لاجتماعات سابقة تناولت عدداً من المواضيع المهمة التي بحثت مواجهة الكوارث واستراتيجية الحد من الكوارث.
وأكد معاليه أهمية الملتقى الثالث لرؤساء أجهزة الدفاع المدني بالدول العربية وأمناء ورؤساء الجمعيات الوطنية بالمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في تعزيز الجانب التنسيقي بين مختلف الجهات للتعاون في مواجهة الكوارث.
ونوه معالي مدير عام الدفاع المدني بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في مجال العمل الإنساني والإغاثي وخاصة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي نال إشادة جميع الجهات العالمية نظير جهوده المباركة والمدعومة من حكومة خادم المحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، مؤكداً أن المركز قدم الدعم الكبير للكثير من الدول التي هي بحاجة لجهود إغاثية ومساعدات.
وبحث الملتقى عدداً من الموضوعات من بينها عرض نتائج تطبيق توصيات الملتقى الثاني لرؤساء أجهزة الحماية المدنية ورؤساء الجمعيات، واستعراض تجارب الدول الأعضاء في مواجهة الكوارث والحوادث الكبرى وتجارب جمعت الدفاع المدني والجمعيات الوطنية، إلى جانب بحث التطورات المستجدة في أنشطة ومهام جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في الدول العربية، وإدارة وتسيير مخيمات اللاجئين في العالم العربي.