أ - أول أكسيد الكربون:
يعتبر غاز أول أكسيد الكربون صاحب الرمز الكيميائي (CO) من الغازات عديمة اللون والطعم والرائحة حيث إنه من الغازات المتعادلة كيميائياً، كما أنه أخف نسبياً من الهواء وهو غاز قابل للاشتعال، حيث يمكن أن يتحول إلى ثاني أكسيد الكربون. ويتولد غاز أول أكسيد الكربون من الاحتراق غير الكامل للمواد الكربونية، وكذلك يتولد من الاحتراق الداخلي كمحركات السيارات وخاصة عند وجود عيوب أو عدم كفاءة بعض هذه الآلات، و يعد غاز أول أكسيد الكربون واحداً من مكونات (غاز الفحم) ويحضر الغاز مخبرياً بفعل حمض الكبريتيك على حمض الفورميك.
طرق التسمم به:
غاز أول أكسيد الكربون مسؤول عن الكثير من الوفيات سنوياً، وأكثر هذه الحالات حدوثاً يكون في فصل الشتاء خاصة؛ وذلك نتيجة التدفئة بالفحم في غرف قليلة التهوية، كما يتسبب غاز أول أكسيد الكربون في وفاة أكثر ضحايا الحرائق وخاصة داخل الأبنية وقبل امتداد النيران إليها، حيث إن التسمم به لا يصاحبه ألم، ذلك أن الغاز سرعان ما يسبب حالة فقدان للقدرة على الحركة والنطق سابقة على حالة غيبوبة الوفاة، بحيث لا يسمح للشخص بالتصرف من الموقف، وقد يحدث التسمم بغاز أول أكسيد الكربون بدخان السجائر والتبغ لأنه أحد المكونات الرئيسة فيهما.
كيفية تسمم الإنسان بغاز أول أكسيد الكربون:
عند استنشاق غاز أول أكسيد الكربون فإنه يعمل على حرمان خلايا الجسم من الأكسجين، فغاز أول أكسيد الكربون يتحد عند استنشاقه مع هيموجلوبين الدم مكوناً مادة الكاربوكسي هيموجلوبين، وحيث إن كلاً من غازي أول أكسيد الكربون والأكسجين يتحدان بنفس المجموعة الكيميائية على جزيء الهيموجلوبين، فإن الكاربوكسي هيموجلوبين المتكون يكون عاجزاً عن حمل الأكسجين، مما يؤدي إلى حرمان الخلايا من الأكسجين. ويعتمد مدى تشبع الهيموجلوبين بأول أكسيد الكربون على تركيز الغاز في الهواء المستنشق، كما يعتمد على وقت التعرض، وكذلك فإن احتياج الجسم من الأكسجين يعتمد على نوعية النشاط الذي يبذله الفرد، وعلى حاجة أنسجته للأكسجين وأيضاً على تركيز الهيموجلوبين بالدم.
أعراض التسمم:
تتناسب أعراض وعلامات التسمم بغاز أول أكسيد الكربون مع ثلاثة عوامل:
1- كمية الغاز وتركيزه في الهواء المستنشق.
2- مدة التعرض لغاز أول أكسيد الكربون.
3- النشاط المبذول أثناء اشتنشاق الغاز.
حيث تؤدي هذه العوامل الثلاثة إلى حدوث خلل في كمية الكاربوكسي هيموجلوبين بالدم، وبالتالي ظهور أعراض احتياج الجسم إلى الأكسجين وبخاصة الدماغ. فإذا زادت كمية الغاز ومدة التعرض له يشعر الإنسان بالصداع المصحوب بالقلق والارتباك والإحساس بالدوار والخلل البصري مع شعور بالغثيان والقيء، ويحدث إغماء عند بذل أي مجهود عضلي إضافي، وفي ظل زيادة نسبة تركيز الغاز فإن الأمر يتطور إلى حالة الغيبوبة والاختلاجات والفشل التنفسي، ومن ثم الوفاة. أما إذا استنشق الشخص تركيزاً عالياً من غاز أول أكسيد الكربون منذ البداية فإن حالة فقدان الشعور والغيبوبة تتم بسرعة دون أية أعراض تمهيدية منذرة، وعند حدوث تسمم متدرج فإن الشخص المسمم بغاز أول أكسيد الكربون يمكنه أن يلحظ فقدان قدرته على بذل أي مجهود مع صعوبة التنفس عند الحركة ثم عند الراحة أيضاً مع إفراز عرق كثير وإحساس بالحمى. ومن الأعراض المصاحبة للتسمم بغاز أول أكسيد الكربون حدوث تضخم بالكبد ومظاهر جلدية وازدياد في عدد كريات الدم البيضاء ونزيف، كما يظهر الجلوكوز والألبومين في البول أحياناً. ومن أخطر أعراض التسمم بهذا الغاز حدوث أديما دماغية وازدياد الضغط الدماغي نتيجة ازدياد نفاذية الشعيرات الدموية الدماغية التي تعاني من النقص الحاد في الأكسجين، وتنعكس معاناة عضلة القلب من نقص الأكسجين الواصل إليها على شكل تغيرات في تخطيط كهربية القلب. أما أهم الأعراض المميزة للتسمم بغاز أول أكسيد الكربون فهي تلون الجلد والأغشية المخاطية باللون الأحمر نتيجة للون الكاربوكسي هيموجلوبين الأحمر البراق.
معالجة التسمم:
يعتمد إسعاف المصاب بتسمم غاز أول أكسيد الكربون على تقديم التنفس الاصطناعي الفعال في وجود أكسجين وغياب أي أثر لغاز أول أكسيد الكربون. ويستخدم لذلك الأكسجين النقي إذا أمكن ذلك، حيث يتيح ذلك إحلالا لأكسجين محل غاز أول أكسيد الكربون، وللتخفيف ولو جزئياً من آثار نقص الأكسجين على الأنسجة بذوبان الأكسجين في بلازما الدم، ولهذا الغرض يستخدم الأكسجين المضغوط بضغط فوق جوي في حالات التسمم الخطيرة بهذا الغاز. وقد يكون لنقل الدم أو نقل كريات الدم الحمراء المركزة أثر فعال كخط علاجي في هذا المضمار. ولتقليل احتياج الأنسجة للأكسجين فإن المريض يجب أن يبقى في حالة سكون تام، وقد نلجأ إلى تبريد الجسم للمساهمة في تقليل الاحتياج إلى الأكسجين. وبتقدم العلاج فإن أعراض التسمم تبدأ في الزوال تدريجياً، إلا أنه في حالة حدوث نقص مستمر وشديد في وصول الأكسجين للأنسجة قد تظهر أعراض عصبية كالرعشة والخلل العقلي والسلوك الذهني، وقد تظهر تغيرات مجهرية لنقص الأكسجين على كل من أنسجة قشرة الدماغ وعضلة القلب وأعضاء أخرى.
ب- غـاز كبريتيد الهيدروجين:
يعرف غاز كبريتيد الهيدروجين صاحب الرمز الكيميائي (H2S) أيضاً على أنه "غاز الهيدروجين" لأنه غالباً ما ينبعث من عفن النفايات، وله رائحة كريهة قوية ونفاذة وفي هذه المستويات المرتفعة من الممكن أن يجعلك غاز كبريتيد الهيدروجين مريضاً أو قد يتسبب في قتلك.
ماهية غاز كبريتيد الهيدروجين:
إنه غاز ذو رائحة كريهة وقوية تشبه رائحة البيض الفاسد ليس له لون، ويوجد بصورة طبيعية في البيئة، وقد يتكون وينبعث حيثما تكون النفايات التي تحتوي على الكبريت. فمخلفات المواشي ومصارف المياه الخاصة بالإنسان والشاحنات التي تنقل النفايات والمخلفات الكيميائية قد ينبعث منها غاز كبريتيد الهيدروجين، وكذلك من الممكن أن يوجد هذا الغاز في المياه الجوفية، وخصوصاً في الآبار قرب حقول النفط أو الآبار التي تتخلل الصخور الرملية وفي مناطق مصافي النفط، وكذلك من الممكن أن ينبعث الغاز من خلال الصناعات التي ترتكز على مركبات الكبريت.
كيفية التعرض لغاز كيريتيد الهيدروجين:
يتم التعرض لهذا الغاز عن طريق استنشاقه أو حتى عن طريق تعرض الجلد أو العين له، والتعرض لغاز كبريتيد الهيدروجين قد يحدث في المنزل أو في مكان العمل، وفي المنزل قد يحدث التعرض له عن طريق المجاري التى تحتوي على غاز كبريتيد الهيدروجين، ولهذ الغاز رائحة "البيض الفاسد" وهي رائحة كريهة، وبالتالي فإن أكثر الذين يعملون في مجال المواشي ومعالجة الصرف الصحي ومصافي النفط والشركات الكيميائيه قد يكونون عرضة لغاز كبريتيد الهيدروجين في مجال عملهم.
مدى تأثيره على صحة الانسان:
قد تشم رائحة غـاز كبريتيد الهيدروجيـن علـى مستوى صغير جداً في مكان كبير ممتلئ بالهواء، والتعرض للمستويات الأعلى من غاز كبريتيد الهيدروجين قد يؤدي إلى تهيج العين والأنف والرئة. وعلى الرغم من أن لغاز كبريتيد الهيدروجين رائحة كريهة قوية بالنسبة إلى حاسة الشم وبالتالى يؤدي إلى الحساسية والتهيج للعين والدوار والكحة، وكذلك الصداع، وقد يكون قاتلاً وبسرعة، فالوفيات تحدث عندما يدخل الناس إلى الأماكن سيئة التهوية، مثل أنظمة الصرف الصحي والآبار العميقة وصهاريج السوائل الجوفية، وهذا الغاز أثقل من الهواء لذا يعتبر تركيزه أعلى بالقرب من سطح أرض هذه الأماكن.
وقد وجد أن حدوث مشاكل الجهاز العصبي طويلة الأمد تكون في الناس الذين تعرضوا للغاز على المدى القصير ولكن عند مستويات مرتفعة منه، وكذلك تم رصد بعض إصابات القلب في مثل هذه الحالات.
كيفية الحماية من غاز كبريتيد الهيدروجين:
1-التأكد من أن أنابيب الصرف الصحي تم تركيبها وصيانتها بشكل سليم.
2-عن طريق تحديد المصدر ومن ثم إزالته وخاصة في أعمال السباكة.
3- زيادة التهوية والتكييف في المناطق التي تعاني من المشكلة قد تقلل مؤقتـاً من التعرض لهذا الغاز.
4- يجب أن تتبع الإرشادات التي تحد من التعرض للكيماويات مثل غاز كبريتيد الهيدروجين.