تحتفل المملكة العربية السعودية في هذا اليوم الموافق للسادس من شهر صفر سنة 1442هـ بالذكرى التسعين لتوحيدها على يد مؤسسها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله - الذي أرسى دعائم الأمن والاستقرار فيها بدستور يقوم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم- ومنهجا لمسيرتها يقوده أبناؤه البررة ملوك هذه الدولة العظيمة وصولا إلى هذا العهد الزاهر بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله -، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله – والذي تعززت فيه مكانة المملكة وحضورها دوليا وإسلاميا وإقليميا وتسارعت خطوات مسيرتها نحو مزيد من الأمن والاستقرار والازدهار في كافة مناحي الحياة.
إن هذه المناسبة الوطنية الخالدة التي نعتز بها جميعا تجعلنا نستذكر بكل فخر واعتزاز تلك الجهود العظيمة والتضحيات الكبيرة والتحديات العديدة التي واجهت المؤسس- يرحمه الله - ورجاله المخلصين في سبيل وحدة هذا الكيان العظيم وإرساء دعائمه على العدل والوسطية والاعتدال وتحقيق آمال الأمة وتوفير الأمن لجميع مواطنيه والمقيمين على أراضيه والقادمين إليه، وتحملنا مسؤولية الاستمرار بالمحافظة على هذا الإرث الكبير الذي تمكنا به مواجهة كافة أنواع التهديدات التي تواجهنا وعبورها إلى بر الأمان.
لقد آمن المؤسس - طيب الله ثراه - بأن استتباب الأمن، واستمرار التنمية والتطوير، أساس متين لضمان وحدة هذا الكيان وأمنه واستقراره ورفاهية مجتمعه، وجعل أمن وسلامة قاصدي الأماكن المقدسة ركيزة أساسية من ركائز التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة فنعم قاصدو بيت الله الحرام بالأمن والأمان والطمأنينة التي مكنتهم من أداء نسكهم بيسر وسهولة وسلامة، وعم الازدهار أرجاء الوطن، وحظي المجتمع بالعدل والكرامة والتنمية المستدامة، وحافظت المملكة على المكانة التي تليق بها في خدمة الحرمين الشريفين، ودورها الدولي والإقليمي في المحافظة على الأمن والسلم الدوليين.
وبدعم ورعاية وتوجيه القيادة الرشيدة تشهد المملكة اليوم إنجازات كبيرة جعلتها تتبوأ مراكز الريادة العالمية في العديد من المجالات، وعزز مكانتها في دعم المواقف الدولية والعربية العادلة وجهودها في مكافحة الإرهاب والتطرف، والدفاع عن قضايا العرب والمسلمين، وتواصل مسيرتها المباركة برؤية ۲۰۳۰ التي تهدف إلى استدامة التنمية، وتطوير خدمات ضيوف الرحمن، والتصدي للمهددات الأمنية والتوجهات الفكرية الضالة وتعزيز مقومات الأمن والأمان في مختلف ربوع الوطن، وتسعى الأجهزة الأمنية إلى مواكبة التطور الذي تعيشه المملكة في كافة المجالات، ووفق الإستراتيجية الوطنية للتحول الوطني، وذلك بتطوير منظومة العمل الأمني والخدمات الأمنية باعتماد معايير الجودة وتوظيف المعرفة ووسائل التقنية الحديثة في تحسين الأداء الأمني بما يتلائم مع معطيات العصر ومتطلبات العمل الأمني.
وختاما نسأل الله العلي القدير أن يعيد علينا هذه المناسبة الوطنية الكريمة وهذا الوطن بوافر الأمن والأمان ومزيدا من التطور والازدهار والاستقرار في ظل قيادته الرشيدة، وإنه ولي ذلك والقادر عليه.
عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز
وزير الداخلية