تعود بدايات العمل الجهادي في العصر الحديث إلى تكوين تلك الفرقة المعروفة من أهل العارض ومن بعض ما حولها من المناطق، والتي ساندت الملك عبدالعزيز بأربعة وستين رجلاً في استعادة مدينة الرياض في عام 1319هـ، وكانوا يمثلون تلك الفرقة. ثم ما لبثت أن انضمت إليها فرقة الإخوان في الأربعينيات الهجرية، وذلك بعد تأسيس الهجر من قبل الملك عبدالعزيز مما أسهم في تكوين أكبر قوة عسكرية في شبه الجزيرة العربية بلغ قوامها (76500) مقاتل. وهذه القوة لا تشكل أي أعباء مالية على الدولة إذ كانوا يتكفلون بأسلحتهم وعتادهم.
وقد ساهمت تلك القوة في توحيد البلاد تحت قيادة قائدها المظفر الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه-. ثم بدأت مرحلة أكثر تنظيماً، وبدأ ما يعرف بالهجانة وهي مزيج من التنظيم العسكري والتقاليد البدوية بدأ تشكيله كقطاع عسكري عام 1344هـ، مما ورثه السلطان عبدالعزيز من تشكيلات سابقة مضيفاً إليها بعض الفرق التي بقيت في الحجاز عندما انتهت الحرب فيها، ثم أوكل عمل الهجانة إلى مكتب أهل الجهاد الذي كان قائماً في الديوان الملكي، وقد أشرف هذا المكتب على ألوية المجاهدين التي شكلت من الهجانة التي تم إلغاؤها.
وفي عام 1360هـ تغير اسم المكتب إلى "ديوان أهل الجهاد والمجاهدين". وبعد تشكيل "الحرس الوطني" في 1374/9/10هـ، أصبح اسم المكتب "أهل الجهاد" وبقي مرتبطاً بالديوان الملكي، وقد استمر هذا المكتب بالإشراف على شؤون المجاهدين وصرف مرتباتهم وتنظيم وحداتهم وتحولت فرق المجاهدين إلى قوة احتياطية.
وفي عام 1383هـ ألحق هذا المكتب بوزارة الداخلية وخصصت له ميزانية بدءاً من العام المالي 1383هـ/1384هـ، وضم في عام 1385هـ أفراد الحرس الخاص "الخويا"، ثم ضم قصاصي الأثر "المرية" في عام 1387هـ.
وتقوم هذه الإدارة حالياً بالعديد من المهام الأمنية كمشاركة الحرس الخاص، وحراسة مصادر المياه وخطوط البترول، ومكافحة التسول، ومكافحة المخدرات، ومساندة الأمن العام، والمشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، وغيرها من الأعمال الكبيرة والتحديثية التي تقوم بها في كل وقت تحت متابعة ورعاية سمو وزير الداخلية.
ويتولى منصب مدير عام إدارة المجاهدين في وزارة الداخلية في وقتنا الحاضر اللواء منصور بن عبدالله الشدي، الذي يعد من أبرز الكفاءات الإدارية في هذا القطاع المهم في وطننا العزيز.