نيابة عن معالى مدير الامن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني افتتح صباح أمس الأحد مدير شرطة منطقة المدينة المنورة اللواء عوض بن سعيد السرحاني فعاليات ورشة عمل الحقيبة الفنية الاجراءات الاستكتاب في نسختها الثالثة والمقامة في فندق ميريديان المدينة، حيث بدأت فعاليات الورشة بكلمة المشرف العام على الحقيبة المقدم دكتور عبدالإله بن فهد السويدان والذي عرف الاستكتاب بأنه إحدى خطوات الإجراء الفني لفحص ومقارنة الخطوط والتواقيع، وهو الرافد الرئيسي لعملية المضاهاة الخطية، بالإضافة إلى الأوراق المحررة في ظروف طبيعية، وبالرغم من أن الاستكتاب إجراء فني بحت إلا أنه يشترك في تنفيذ إجراءاته جهات عديدة فنية وقضائية وتحقيقية بحكم مباشرتها لقضايا الاستكتاب ابتداء، وحيث إن الاستكتاب أيضا كغيرة من الإجراءات يحتاج إلى العديد من الضوابط الفنية والقانونية، كان لزاما إيجاد لائحة تنظم تلك الإجراءات، وتضع معايير محددة وواضحة لها. لذا اجتهد خبراء أبحاث التزييف والتزوير بالإدارة العامة للأدلة الجنائية في ابتكار مشروع سمي بـ الحقيبة الفنية لإجراءات الاستكتاب، حيث تتكون تلك الحقيبة من عدة ملفات أهمها ملف لمفهوم شامل للاستكتاب (تعريفه ومدارسه وعيوبه ومعوقاته)، وملف يحوى القواعد والشروط الفنية والقانونية لإجراءات الاستكتاب، وملف يحوى الدليل القياسي لإجراءات الاستكتاب بكامل أنواعها، وملف يحوى نماذج الاستكتاب بإجراءاته الفنية والإدارية، كما يتضمن برنامج الكتروني لأرشفة نماذج الاستكتاب.
وكما أن لكل فني متخصص أدواته الخاصة كالجراح والمهندس فخبير فحص المستندات له أدواته الخاصة أيضا والتي ضمنها ملف يحوى أدوات الاستكتاب وأدوات الفحص المبدئي، كل ذلك تحت حقيبة فنية متكاملة يسهل إيجادها واستخدامها في أي وقت.
وكمرحلة من مراحل تعميم فكرة الحقيبة الفنية لإجراءات الاستكتاب وجدت هذه الورشة لتكون ملتقى علمي يتم فيه عرض فكرة الحقيبة والاستماع للأوراق العلمية المقدمة من المختصين بهذا المجال للوصول إلى التوصيات النهائية. ومن ثم القى مدير إدارة الفحوص الفنية التزييف والتزوير العقيد أحـمد بــن زايـد عسيـري كلمة رحب بها بالمشاركين، وشكر شرطة المدينة المنورة ممثلة بالأدلة الجنائية على جهودهم في تنظيم فعاليات الورشة، وبين أن أهم الخبرات الضرورية في الفحص هي إلمام الخبير بعملية استكتاب المتهم لأخذ تواقيع أو عينات خطية منه. والتي قد يكون لها عظيم الأثر في إظهار الحقيقة أو طمسها. وهذا هو سبب ومحور انعقاد هذه الورشة.
وقال انه لوحظ قيام عدة جهات ممن لهم علاقة بقضايا التزييف والتزوير بعمليات استكتاب دون ضوابط قانونية ودون معرفة بإجراءات الاستكتاب الفنية التي يجب مراعاتها قبل وأثناء عملية استكتاب المتهمين. متمنيا أن تكون قد حققت الهدف التي عملت من أجله، وأن تكون قد ساهمت بالارتقاء بالعمل الفني لخدمة العدالة ولإحقاق الحق.
مدير شرطة منطقة المدينة المنورة اللواء عوض السرحاني قدم شكره وتقديره في كلمته التي ألقاها خلال الفعاليات إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني ووزير الداخلية على موافقته بإقامة هذه الورشة، كما قدم الشكر والتقدير على الاهتمام الكبير من لدن أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن ماجد، ورحب بالمشاركين والضيوف وقدم شكره على الجهود المبذولة من قبل اللجنة في تنظيم فعاليات الورشة.
وبعد ذلك كرم مدير الشرطة الإدارات والجهات والإفراد المشاركين في الورشة، حيث سلمت لهم الدروع وشهادات الشكر عرفانا من سعادته لجهودهم المبذولة , ومن ثم قام السرحاني بافتتاح المعرض الأمني المقام على هامش الورشة.
وبعد نهاية الحفل الخطابي أقيمت الجلسة الأولى لخبير أبحاث التزييف والتزوير المقدم فرحان الغامدي بعنوان مقدمة في التزييف والتزوير، والذي أوضح من خلالها أن علم الفحوص الفنية للتزييف والتزوير يعتبر احد مجالات العلوم الجنائية شأنه في ذلك شأن التخصصات الجنائية مثل المختبرات الجنائية وتحقيق الشخصية وكشف الأسلحة والمتفجرات وغيرها من التخصصات الجنائية حيث يقوم كل تخصص بادوار هامة في سبيل كشف غموض الجريمة وتضييق الخناق على مرتكبي الاعمال الغير قانونية .
وشاركه في الجلسة الخبير في أبحاث التزييف والتزوير الأستاذ جبران بن محمد قشيش بورقة تحت عنوان المستندات وطرق تزييفها، والذي أوضح أنه أثناء اجراءات الفحص والمقارنة للوصول إلى نتيجة واضحة وقاطعة يؤخذ بالاعتبار التفاوت في الأسلوب الكتابي والمستوى الخطي لكتابات وتواقيع الإنسان، نتيجة لما يحدث له من تطورات في العمر وفي المستوى التعليمي وما ينتابه من حالات نفسية.
ومن ثم عقدت الجلسة الثانية بعنوان "جرائم التزوير وعقوبتها في الفقة والقضاء "، في ورقة عمل قدمها الشيخ ابراهيم الشايع القاضي بالمحكمة الإدارية بالمدينة المنورة وشاركه في الجلسة الدكتور حسن بن ثاني استاذ علم النفس المشارك في جامعة طيبة بورقة عمل تحت عنوان "الآثار السلوكية والنفسية للمستكتب".