افتتح صاحب السموّ الملكي الأميـر سعود بن نايف بن عبد العزيز أميـر المنطقة الشرقية أمس المنتدى والمعرض السادس لبرنامج تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد (اكتفاء)، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة، ومعالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر الخريف، ومعالي رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان.
وعدّ سمو سمو أمير الشرقية أن برنامج هذا المنتدى في نسخته السادسة من أهم برامج تعزيز المحتوى المحلي وتوطين التقنية والصناعة ومساهماً رئيسياً في تعزيز الصناعات السعودية وتنميتها.
وقال " يشهد العالم اليوم أحداثاً وتطوراتٍ متلاحقة، تستدعي بناء منظومة موثوقة وفعالة لسلسلة الإمداد المحلية، ومع تنامي التأثير المتسارع للعولمة، وما تحدثه من تكاملٍ حتمي، بين سلاسل الإمداد والتوريد المحلية، والإقليمية والعالمية، أصبح الاهتمام بتعزيز هذه المنظومة وبنيتها التحتية، ركيزة مهمة لنجاح الصناعة ودورها في تحقيق التطور والنماء في جميع دول العالم".
وفي كلمة له بالمناسبة، نوه سمو وزير الطاقة، باهتمام ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، بقطاع الطاقة وتمكينه، مبينا أنه سيتم تشكيل لجنة توطين لقطاع الطاقة تحت مظلة اللجنة العليا لشؤون مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء وتمكين قطاع الطاقة المتجددة برئاسة سمو ولي العهد، بمشاركة ودعم 13 جهة حكومية من وزارات وهيئات.
وقال : إن إستراتيجية توطين قطاع الطاقة وضعت هدفًا طموحًا يصل إلى 75% بحلول نهاية العقد الجاري لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 من خلال توسيع القيمة الاقتصادية المحلية وتطوير القطاع الخاص وتنويعه، وجعل المملكة مركزًا إقليميًا للصناعة والخدمات اللوجستية ومنتجات الطاقة وخدماتها.
وأضاف سمو وزير الطاقة "إن نهجنا الشامل والمشترك مكننا من تجاوز تحديات مشروعات وطنية كبيرة مثل برنامج كفاءة الطاقة، وتكامل قطاع الكهرباء، ومبادرة الاقتصاد الدائري للكربون، ومشاريع حالية مثل برنامجنا الوطني لاستبدال الوقود السائل الذي من خلاله ستوفر المملكة مليون برميل من البترول الخام يوميًا.
وأشار إلى أن قطاع الطاقة يساهم بنحو 45% تقريبا من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وتوطينه يفتح الطريق لمبادرات مشابهة في قطاعات أخرى، وسنركز على مسألة التوطين وهو أصعب وأعلى طموحًا بدلًا من المحتوى المحلي وحده، أي أننا نتخذ نهجًا شاملًا لسلسلة الإمدادات بأكملها.
وأوضح سمو وزير الطاقة أن الاستراتيجية الطموحة للتوطين سترفع أيضًا من مؤشر التعقيد الصناعي للمملكة من حوالي 0.8 إلى ما بين 1.6 و 2؛ لتصبح المملكة بذلك في مصاف الدول الصناعية الكبرى، ومن خلال توطين قطاع الهندسة والتوريد والإنشاءات ستنفذ - بإذن الله- تصاميم مشاريع الطاقة داخل المملكة.
وبين أن رفع مستوى التوطين يعزز من أمن إمدادنا للعالم بالطاقة، ويرسخ مكانتنا بكوننا مركزًا للطاقة والصناعة واللوجستيات، ويرفع من قدرة المملكة في الابتكار التقني، ويساعد شركاءنا الاستراتيجيين بالتطور معنا، ويوفر فرصًا مهنية نوعية لشابات وشباب المملكة.
وقال سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان : إن النظر إلى السياق بصورته الأشمل، يبين أن استهلاك قطاع الطاقة العالمي للمعادن والفلزات الضرورية في ارتفاع مستمر ليصبح من أكبر المستهلكين، ومع مرورنا بتحول طاقة عالمي، فإن هناك مخاطر أن الطلب عليها سيفوق العرض.
من جهته أشار رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين بن حسن الناصر أن منتدى ومعرض اكتفاء ينعقد هذا العام بحجم أكبر وفرص استثمارية أكثر مقارنة بالسنوات الماضية، وفي وقت يشهد فيه العالم تحديات مستمرة في سلاسل التوريد العالمية بسبب جائحة كورونا، منوها بدعم سمو وزير الطاقة لجهود التوطين وبناء منظومة إمدادات قوية داخل المملكة تعزز أمن الطاقة والنمو الاقتصادي.
وقال " بحمد الله حققت أرامكو السعودية موثوقية أكبر عبر برنامج اكتفاء أتاحت لها الاستجابة بسرعة استثنائية للأسواق خلال الأوقات الصعبة ونحن مستمرون بالتعاون مع شركائنا التجاريين في تنمية القدرات المحلية بنحوٍ يكفل لنا المحافظة على مكانة أرامكو السعودية بوصفها الشركة الأكثر موثوقية للطاقة على مستوى العالم، وفي نفس الوقت يزيد في نمو الاقتصاد الوطني واتساعه في عدة مجالات حيوية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030".
وأضاف "المملكة تشهد تحولات كبرى، وهي أرض خصبة للفرص الاستثمارية، وأرامكو السعودية فخورة أن يكون لها دور كبير في تمكين التحولات وإتاحة الفرص عبر برنامج اكتفاء ومشاريع المحتوى المحلي الكبرى المرتبطة به مثل مدينة الملك سلمان للطاقة، ومجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية، وبرنامج نماءات أرامكو".
وهنأ الناصر الشركات الفائزة بجوائز التميُّز، مشيرًا إلى أن استثمار أرامكو السعودية في شبكة من الموردين الوطنيين يزيد من مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد ويتيح الآلاف من الفرص الوظيفية والتدريبية الجيدة للشباب والشابات السعوديين في قطاع الطاقة."
ثم شهد سمو أمير المنطقة الشرقية توقيع عدد من الاتفاقيات كما كرم المشاركين في المنتدى.
وسيتم من خلال إطلاق النسخة السادسة من برنامج اكتفاء تعزيز مرونة سلسلة التوريد في أرامكو السعودية بالتوقيع على 50 مذكرة تفاهم جديدة، كما ستشهد أعمال المنتدى التي تستمر لثلاثة أيام في معرض الظهران اكسبو، عرض التقدم في مبادرة استدامة الأعمال الرائدة للشركة.
ويهدف البرنامج إلى تحفيز بناء القيمة المحلية، وتعظيم النمو الاقتصادي طويل الأجل، والتنويع، وبناء سلسلة إمداد عالمية المستوى، تسهّل تطوير قطاع طاقة متنوعٍ ومستدام وتنافسي على الصعيدين المحلي والعالمي في وقت تأثرت فيه سلاسل التوريد عالميًا بسبب جائحة COVID-19.
وبفضل برنامج اكتفاء تمكّنت أرامكو السعودية من تحقيق نقلة كبيرة في زيادة المحتوى المحلي تمثلت في توجيه 59% من إنفاقها خلال العام 2021م إلى الموردين المحليين بحيث يكون الإنفاق داخل اقتصاد المملكة، مقارنة بـ 35% عند إطلاق النسخة الأولى من البرنامج في العام 2015م.
ويسلّط المنتدى الذي يُعقد تحت شعار "تمهيد الطريق للنجاح الاقتصادي" الضوء على كيفية استمرار الشراكات مع أكثر شركات الطاقة واللوجستيات والتصنيع نجاحًا في العالم، وفرص تعزيز بيئة النظام التجاري المحلي، وتمكين الإمداد الموثوق للطاقة للعالم. كما سيُكرّم المنتدى شركاء برنامج أرامكو السعودية بـ 10 جوائز تميُّز تشمل عدة مجالات مثل جائزة أعلى أداء إجمالي في اكتفاء، وجوائز التدريب، والتوطين، وتمكين المرأة، وتطوير الموردين، والصادرات.
وأسهم برنامج اكتفاء في إنشاء قاعدة صناعية تنافسية أدت إلى وصول الصادرات إلى أكثر من 40 دولة، في ذات الوقت الذي وفّر فيه متطلبات المحتوى المحلي المضمنة في آلاف العقود التي تجاوزت 100 مليار دولار في الاقتصاد الوطني، كما جذب البرنامج أكثر من 540 استثمارًا إلى المملكة من 35 دولة.
كما يحوي نموذج (اكتفاء) العديد من العناصر الأساسية مثل الابتكار والاستدامة، حيث يتميّز باحتضانه للتقنيات الجديدة وتشجيعه لشبكات لوجستية أكثر فعالية، وتركيزه على إطار اقتصاد الكربون الدائري. كما يشكّل الأمن السيبراني أيضًا أحد أولويات البرنامج بضمانه توفير الحماية القوية لأرامكو السعودية وشبكة مورديها والمقاولين من أي تهديدات سبرانية ويحافظ على استمرارية الأعمال.