الجرائم المرتكبة ضد الأطفال هي شكل من أشكال الجريمة التي تنفيذ على الصعيد المحلي، لأن معظمها يُرتكب في نطاق المنزل أو العائلة. ولكنها تتخذ طابعا دوليا في عدد من الحالات:
الجرائم المرتكبة بواسطة الإنترنت: يسهّل الإنترنت ارتكاب الجرائم ضد الأطفال، واستخدامه المتزايد في السنوات الأخيرة أدى إلى ارتفاع هذه الجرائم على نحو كبير. فالجناة لا يستطيعون نشر مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال والحصول عليها على نحو أسهل من ذي قبل فحسب، بل يمكنهم أيضا الاتصال بالأطفال مباشرة، عبر غرف الدردشة ومواقع الشبكات الاجتماعية. وينفذ الإنتربول، بالتعاون مع مزودي خدمة الإنترنت، مشروعا لمنع الوصول إلى مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال على الشبكة.
مرتكبو الجرائم الجنسية المتنقلون: يُعرف هذا الشكل من أشكال الجريمة أيضا باسم ’’السياحة الجنسية‘‘ ويُقصد به ارتكاب مسافرين اعتداءات جنسية على أطفال من بلدان نامية. فالغنى النسبي للجاني، المقترن بالجهل أو الافتقار إلى قوانين فعالة، يجعل من هذه الاعتداءات أمرا أكثر سهولة منه في بلدان أخرى. وترتبط هذه الجرائم بالاتجار بالأطفال والجريمة المنظمة والقتل.
ويطرح هذان الشكلان من أشكال الجريمة تحديا هائلا للشرطة في العالم أجمع، ويتطلبان توفر مهارات متخصصة وموارد متزايدة. ويُشجع الإنتربول المحققين في أرجاء العالم على استخدام أدواته وخدماته إلى أقصى حد ممكن.
تبيّن الضحايا: التقليدية وتحليل الصور. وقاعدة البيانات الدولية الخاصة بصور الاستغلال الجنسي للأطفال، التي تستخدم برنامجا حاسوبيا متطورا لمقارنة الصور والربط بين الضحايا والأماكن، هي في غاية الأهمية بالنسبة لهذا العمل.
النشرات الصفراء: يقوم الإنتربول، بناء على طلب أحد البلدان الأعضاء، بإصدار نشرة صفراء للمساعدة على تحديد مكان وجود أشخاص مفقودين، من القُصَّر بشكل خاص. وهذه النشرات تُعمَّم على الصعيد الدولي وتُسجَّل في قاعدة بيانات الإنتربول الخاصة بالأطفال المفقودين والمختطفين.
وفضلا عن ذلك، نوفر التدريب لموظفي الشرطة في بلداننا الأعضاء ونشجعهم على تطبيق أفضل الممارسات. ونجمع كذلك خبراء في فريق الإنتربول للمتخصصين في مكافحة الجرائم المرتكبة ضد الأطفال. وقد أُنشئ هذا الفريق في عام 1992 وهو يتكون من عدد من الأفرقة الفرعية التي تضطلع بمسائل معينة ويترأسها محققون من جميع أنحاء العالم.
وإلى جانب ذلك، نعمل على نحو وثيق مع العديد من الأجهزة الأخرى الحكومية وغير الحكومية، ونشارك في العديد من برامج التدريب والمشاريع في العالم أجمع. وأقمنا بشكل خاص شراكة مع CIRCAMP (مشروع المواد المتعلقة باستغلال الأطفال على الإنترنت التابع لشبكة COSPOL (التخطيط الاستراتيجي الميداني الشامل للشرطة) ومع فرقة العمل العالمية الافتراضية.
وتجدر الإشارة إلى أننا نتجنب استخدام مصطلح ’’خلاعيات الأطفال‘‘ لوصف صور الاعتداء الجنسي على الأطفال. ومن بين المصطلحات الأخرى المناسب استخدامها في هذا السياق تعبير ’’مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال‘‘.