أنشئت أول مديرية للشرطة في المدينة المنورة في بداية الخمسينات من القرن الهجري الماضي تحت اسم شرطة المدينة المنورة، واختير قصر الخالدية الذي يقع شرق مسجد الغمامة مقراً لها، وكان مكوناً من دورين وملحق، وله أربع واجهات، ومبنياً بالحجر، وله فناء داخلي فيه بئر ماء، وكان يتبعها مركز واحد فقط يعرف باسم المركز، وقد أنشئ دون سواه في مبنى بباب قباء، ومهامه هي مهام مراكز الشرطة في الوقت الحاضر.
وكان ملاكها في ذلك الوقت ستين رجلاً من ضباط وجنود وموظفين، ومرتبطة بالحاكم الإداري وهو أمير المدينة المنورة، كما أنها مرتبطة إدارياً بمديرية الأمن العام منذ أن كانت بمقرها بالحميدية بمكة المكرمة، وكان بمبنى مديرية الشرطة في ذلك الوقت مكتب القلم ومكتب المحاسبة، وفتح مكتب ثالث هو مكتب التحقيق والسجن، وذلك لتيسير الأعمال المكلفة بها سواء أكانت جنائية أو إدارية، وقد عين محمد بصراوي أول مدير لها.
وكانت أحياء المدينة المنورة محاطة بسور له مداخل ومخارج تغلق أبوابها ليلاً وتفتح نهاراً، ويعرف الداخل والخارج منها، لذلك كان ملاك الشرطة محدوداً، وعند بداية الإنشاء كانت الحاجة تتطلب تعيين عمد للمحلات التالية:
محلة قباء والعنبرية
محلة باب المجيدي
محلة باب الشامي
كما عُين معاون للعمدة تحت مسمى نقيب الحارة، وفيما بعد عين حراس ليليون باسم العسس أسندت إليهم هم أعمال ليلية ميدانية تساعد رجال الشرطة في حفظ الأمن واستتبابه، وكان العمدة ونقيب الحارة يتوليان إحضار أي شخص تطلبه الشرطة، وكان للعمدة حينذاك دراية اجتماعية بأحوال الحي أو الحارة ساعدت في حل الخلافات والمنازعات التي تنشأ بين السكان، كما كان مدير الشرطة أو ضباط المركز يقومون بجولات ميدانية مستخدمين الجياد وسيلة للنقل.
وتبعاً للتطور العمراني والسكاني استحدثت مواقع جديدة هي:
مخفر باب المصري، وموقعه في مدخل سويق جنوب شارع العنبرية.
مخفر باب الجمعة، ويقع شمال البقيع.
مخفر باب الشامي، ويقع بمحاذاة القلعة دون مسجد السبق جنوباً، وهذا المخفر ملتقى رجال البداية ومحط سلاحهم عند قدومهم من القرى والهجر والضواحي، حيث يحفظ سلاحهم في هذا المخفر حتى مغادرتهم للمدينة فيسلم لهم.
مخفر باب العوالي، ويقع جنوب البقيع.
مخفر باب العنبرية، ومهمته تسجيل أسماء المسافرين من المدينة المنورة والقادمين إليها في سجلات خاصة لذلك.
وقد ساعدت هذه المخافر كثيراً في معرفة ما يحصل حولها، وكان يفد إليها أصحاب الشأن عند نشوب الخلافات، مما يسهل لمديرية الشرطة أو المركز الاطلاع على ما يجري واتخاذ اللازم، وكانت وسيلة اتصال المخفر بالمديرية إرسال جندي أمن المديرية أو المركز للإبلاغ عن الحالات، ولم تكن توجد وسيلة أخرى كالسيارة أو الهاتف، وبعد إزالة السور المحيط بالمدينة أنشئت مفوضية باب قباء التي تعرف الآن بمركز قباء، ومفوضية باب المجيدي، ومركز شرطة المنطقة المركزية.
وقد تحقق لشرطة منطقة المدينة المنورة زيادة في ملاكها وتجهيزاتها المكتبية فيما بعد، وأزيل قصر الخالدية (المقر القديم)، وشيد في موقعه مبنى جديد على الطراز الحديث، وكانت مديرية الشرطة تحتوى على أقسام مختلفة في ذلك الوقت منها:
مكتب القلم:
وهو ما يعرف الآن بمكتب مدير الشرطة، ومهمته استقبال المعاملات الرسمية والتعاميم والبرقيات من الإدارات الحكومية وعرضها على مدير الشرطة.
القسم العدلي:
وهو ما يعرف الآن بالتحقيقات الجنائية، ومهمته دراسة القضايا الجنائية واتخاذ الإجراءات اللازمة، ورفعها لمقام الإمارة، وكذلك القيام بالتحقيق في القضايا الجنائية الهامة.
مفوضية المركز:
ومهمته تجنيد المنخرطين في السلك العسكري وتدريبهم، ويقوم بعمله في الوقت الحاضر مدينة تدريب الأمن العام بمنطقة المدينة المنورة.
مكتب السجن:
كان يدير أعمال السجن مأمور، ويعاونه كاتب واحد ويقومان بأعمال شؤون السجناء كافة، وتشمل استقبال السجين، وتسجيل معلومات عن هويته، وبداية سجنه، وانتهاء محكوميته، والأحكام الصادرة، وترفع لمقام الإمارة صباح كل يوم كشوف خاصة بالسجناء.
وفي عام 1387هـ فُصل السجن عن الشرطة وألحق بمصلحة سجون المدينة المنورة، ولها فروع في ينبع والعلا وخيبر، وتشرف عليها إدارياً ومالياً الإدارة العامة للسجون، وقد استأجرت موقعاً في ذلك الوقت بجوار المسجد النبوي الشريف حيث مكثت فيه مدة عشر سنوات، وفي عام 1397هـ صمم لها مبناها الحالي في آبار علي وانتقلت إليه، وفي عام 1411هـ أنشئ سجن النساء بالمدينة المنورة منفصلاً عن سجن الرجال، وتحت إشراف إدارة نسائية.
إنشاء مراكز الشرطة:
ومع بداية الثمانينيات الهجرية من القرن الماضي تمت إعادة هيكلة وتشكيل قطاعات الأمن العام، ومن ذلك مديرية شرطة منطقة المدينة المنورة، حيث تحسن فيها الوضع الإداري القديم واعتمدت المسميات الجديدة واستحدثت العديد من الوظائف وزيد الملاك بشرياً وآلياً. وحققت شرطة المنطقة خلال العشرين عاماً إنجازات مميزة، وتطورت أقسامها وتنوعت أنشطتها وخدماتها.
وتعتبر مديرية شرطة منطقة المدينة المنورة من أكبر مديريات شرط المناطق الكبرى المرتبطة بالجهاز المركزي (مديرية الأمن العام). وتتولى شرطة منطقة المدينة المنورة مسؤولية الأمن العام بالمنطقة والمحافظات التابعة لها، حيث يرتبط بها إدارات ومراكز الشرطة في جميع المحافظات التابعة للمنطقة وهي:
شرطة محافظة ينبع
شرطة محافظة العلا
شرطة محافظة خيبر
شرطة محافظة الحناكية
شرطة محافظة المهد
شرطة محافظة بدر
شرطة محافظة العيص
شرطة محافظة وادي الفرع
وتساند شرطة منطقة المدينة لأداء واجباتها ومهامها الإدارات الأمنية التابعة للأمن العام بمنطقة المدينة المنورة، وهي إدارة دوريات الأمن، وإدارة المرور، والقوة الخاصة لأمن الطرق، وقوات الطوارئ الخاصة.
وتشكل هذه الإدارات وفقاً لهياكلها التنظيمية وأدوارها الوظيفية دوراً رئيساً مهماً في حفظ الأمن ومكافحة الجريمة بأنواعها كافة، ورعاية النظام وبسط سلطة الدولة وتنفيذ قوانينها وأنظمتها، من خلال ما توفر لها من إمكانات إدارية وفنية وبشرية، وتتولى الإدارات الأخرى المرتبطة بشرطة المنطقة مهمتها الرئيسة وهي الأمن الوقائي، والمروري والجنائي عبر عدة إدارات أمنية وجنائية وهي:
· إدارة الضبط الجنائي
· إدارة التحريات والبحث الجنائي
· إدارة الأدلة الجنائية
إضافة إلى الإدارات الأمنية المتخصصة كالمرور والدوريات الأمنية .
وهناك مراكز أمنية/جنائية تتوزع على أحياء المدينة المنورة لتغطيتها بالكامل وهي:
· مركز شرطة المنطقة المركزية
· مركز شرطة أحد
· مركز شرطة العقيق
· مركز شرطة الخالدية
· مركز شرطة قباء
· مركز شرطة العزيزية
· مركز شرطة العيون
· مركز شرطة المطار
· مركز شرطة الفيصلية
· مركز شرطة العوالي
وانطلاقاً من اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بالمسجد النبوي الشريف وزواره، فإن هناك قوة أمنية تتولى مهمة أمن الحرم وترتبط بمديرية شرطة المنطقة، وهي قوة أمن المسجد النبوي الشريف.
وتعد مواسم العمرة والحج فترة ذات أهمية كبيرة لحكومة المملكة، تسعى من خلالها وزارة الداخلية لتقديم جميع الخدمات المتعلقة بدورها الأمني، وصولاً إلى غاية سامية وهي توفير أقصى درجات الطمأنينة والأمن لحجاج بيت الله وزوار مسجد نبيه صلى الله عليه وسلم.
وتشرف مديرية الأمن العام على تنفيذ توجهات الوزارة بما يخص أمن الحج والزوار والمعتمرين في المدينتين المقدستين إضافة إلى مسؤوليتها عن الأمن العام بمناطق المملكة كافة.
وتعتبر شرطة المدينة المنورة من أوائل الشرط التي أنشئت بعد فتح الحجاز، بل تمثل مع شرطة العاصمة بمكة المكرمة أول إدارتين للشرطة، إذ كانتا نواة المديرية العامة للشرطة، فقد أصدر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز آل سعود أمره للسيد مهدي بن صالح بتشكيل شرطة المدينة المنورة، وعهد إليه بتشكيل إدارة الشرطة تلك في ضوء تعليمات تضمنها الأمر، وقد تعاقب على إدارتها عدد من المديرين هم:
السيد مهدي المصلح 1/6/1344هـ
القائد خليل هجان 2/7/1344-1346هـ
السيد حسني العلي 1346-1351هـ
مفوض أول عبدالرزاق سعادة 1351-1361 هـ
القائد صالح باخطمه 1361-1364هـ
مفوض محمد نظمي مصطفى رمزي 1364-1364هـ
السيد خليل هجان 1366-1370هـ
العقيد عباس طولة 1370-1372هـ
القائد حسن الفي 1372-1375هـ
العقيد عباس طولة (( مرة أخرى )) 1375-1379هـ
العقيد حسن شيبة 1379-1381هـ
العقيد مصطفى عرقسوس 1381-1386هـ
العميد إبراهيم برزنجي 1386-1393هـ
اللواء عبدالرحمن صويلح 1393-1396هـ
اللواء زين محمد طاهر 1396-1398هـ
اللواء محمد نيازي 1398-1400هـ
اللواء حمد العريفي 1401-1409هـ
اللواء عبدالرحمن الشهراني 1409-1414هـ
اللواء عبدالله النزاوي 1414-1418هـ
اللواء فهد غوث 1418-1420هـ
اللواء يوسف نصير البنيان 1420-1425هـ
اللواء أحمد دخيل الله الردادي 1425هـ - 1428هـ
اللواء عوض بن سعيد السرحاني 1428هـ- 1432هـ
اللواء سعود بن عوض الأحمدي 1432هـ- 1435هـ
اللواء عبدالهادي بن درهم الشهراني 1435هـ حتى تاريخه .
وكانت شرطة المدينة في بداية تأسيسها تشتمل على مناطق ومراكز الشرطة التالية:
منطقة باب الشامي برئاسة المفوض سالم شوقي
منطقة باب العنبرية برئاسة المفوض السيد ناجي
منطقة باب المصري برئاسة المفوض يوسف جمال
المنطقة الثانية برئاسة ممتاز يوسف بصراوي – وكان عام 1351هـ مفوضاً للقسم العدلي
مفوض المركز عمر عوني، ويشير إلى تشكيلها العميد نور الدين ناجي أحد منسوبيها عام 1366هـ أنها كانت تتكون من:
مدير الشرطة السيد خليل هجان
مفوض المركز المقدم جميل ألطف
المنطقة الأولى برئاسة المفوض عبدالله ناظر
المنطقة الأولى برئاسة المفوض عبدالله ناظر
المنطقة الثانية برئاسة السيد عبدالعزيز الزهير
كما كان تشكيل شرطة المدينة عام 1367هـ تقريباً ما يلي:
مدير الشرطة السيد خليل هجان.
المنطقة الأولى ويرأسها المفوض ثالث زين طاهر.
المنطقة الثانية برئاسة المفوض ثان خالد نحاس، ثم المفوض مصطفى عرقسوس.
المنطقة الثالثة ويرأسها المفوض ثان نور الدين ناجي، ثم المفوض هاشم عبدالمولى.
رئيس قلم المرور وكيل ضابط عبدالمنعم باز ومعه الموظف حسن مشهدي.
رئيس القسم العدلي المفوض جميل ألطف، ثم المفوض طه خصيفان.
قائد قوة الشرطة المفوض أحمد فراش، ثم المفوض مصطفى عرقسوس، ثم المفوض نور الدين ناجي، وبعده المفوض خالد نحاس.
مدير مكتب مدير الشرطة الموظف محمد صقر، ثم الموظف محمد عزت.
كاتب الضبط الموظف أسعد كماخي.
وكانت إمكانات شرطة المدينة قاصرة شأنها شأن الشرط الأخرى وفقاً للظروف العامة القائمة يومئذ، فلم تكن هناك على سبيل المثال سوى سيارة واحدة جيب مخصصة لمدير الشرطة، قد يستعان بها في حالات نادرة عند الحوادث المهمة في الضواحي، وأحياناً يقوم شيخ الضاحية بتأمين دابة لنقل الضابط أو تستأجر من قبل الشرطة بأجرة في حدود ريالين تقريباً. ثم تطورت كغيرها من الشرط وحصلت على قدر طيب من جميع الإمكانات البشرية والآلية، وغيرها من المستلزمات التي لا غنى عنها.
وأصبحت شرطة منطقة المدينة المنورة تضاهي مثيلاتها من شرط مناطق المملكة الغالية تجهيزاً من الناحية البشرية، فلديها ضباط مؤهلون تأهيلاً عالياً يحملون شهادات جامعية من أرقى الجامعات في المملكة في التخصصات العلمية كافة، وبالنسبة للتجهيزات الآلية، فلدى الشرطة في الوقت الراهن أحدث الأجهزة العلمية في كشف الجريمة وملاحقة المجرمين والمخالفين للنظام، ومن ذلك وسائل الاتصال الحديثة المختلفة التي تستخدم في الدول المتقدمة، ويعمل عليها أفراد مؤهلون ومدربون تدريباً عالياً.
وأخيراً فإن جهاز الشرطة مثله مثل كل الأجهزة الحكومية الأخرى وجد بهدف خدمة المواطن والسهر على راحته، وتوفير السبل كافة لكي ينعم بنعمة الأمن الوارف الذي تعيشه بلادنا الغالية تحت قيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – وسمو ولي عهده الأمين، وبفضل تمسكها وتطبيقها الشريعة السمحاء.. هذا ما تضعه نصب أعينها وتسهر عليه شرطة منطقة المدينة المنورة.