تعريف الشرطة
في اللغة: تنسب إلى الشرط وهي العلامات التي تميز زي رجال الشرطة أو تميز مواقعهم في صورة أعلام أو رايات ليعرفهم بها الناس، كما عرفها صاحب القاموس المحيط (بأنها أول كتيبة تشهد الحروب وتتهيأ للموت, وطائفة من أعوان الولاة). وعند العرب استعملت كلمات أخرى مرادفة لها مثل: الشحنة، والمعونة، والجلواز، والدرك، والطواف، وغيرها.
الشرطة في الاصطلاح:
يمكن تعريف الشرطة اصطلاحا بأحد تعريفين: الأول: أنها هيئة نظامية مدربة تدريبا خاصا للمحافظة على الأمن وتطبيق الأنظمة وتنفيذ أوامر الدولة وتعليماتها دون المساس بأموال الناس وأعراضهم وحرياتهم الشخصية إلا في حدود النظام.
الثاني: حدد الدكتور بنينودي توليو أستاذ علم الإجرام في جامعة روما وظائف الشرطة في الدولة الحديثة فقال: إنها ذات شقين:
الأول: المحافظة على النظام في الدولة.
الثاني: المحافظة على الأمن في الدولة.
الشرطة في المملكة العربية السعودية:
قبل دخول مؤسس هذه الدولة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله إلى الحجاز وتوحيد الجزيرة العربية على يديه تحت راية التوحيد كان لجهاز الشرطة وجود في مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة فقط وكان هذا الجهاز أداة لتنفيذ أوامر الحكام في هذه المدن ولم يكن له نظام ارتباط بينها وبين غيرها من إدارات الشرطة في المدن الأخرى، وكان اختصاص كل شرطة لا يتجاوز أطراف مدينتها أما القرى والبوادي فلا تتدخل فيها إلا إذا قام الحكام بجلب المتنازعين إلى المدينة وإحالتهم إلى الشرطة للتحقق وسجن من يستوجب الأمر سجنه.
وبعد دخول الملك عبد العزيز - رحمه الله - الحجاز عام 1343هـ بادر إلى تأسيس مديرية عامة للشرطة في مكة المكرمة تُربط بنائبه في الحجاز تهتم بتوطيد الأمن في ربوع البلاد المقدسة وتأمين أمن الحجاج، كما أنشأ إدارات للشرطة في مكة وجدة والمدينة كلفت بأعمال الأمن بما في ذلك أعمال الجوازات ومراقبة الأجانب.
وفي عام 1346هـ صدر الأمر الملكي رقم (344) بتوحيد جميع إدارات الشرطة في المملكة تحت رئاسة واحدة في مكة المكرمة واستنادا إلى هذا الأمر الملكي أصدر نائب جلالته في الحجاز قرارا بوضع مشروع نظام لإدارات الشرطة وتحديد واجباتها ومسؤولياتها، وتطورت المديرية العامة للشرطة وتعددت فروعها وامتدت مسؤولياتها إلى أنحاء المملكة كافة؛ فأنشئت إدارات للشرطة في الطائف والرياض والأحساء وأبها ونجران وجيزان، وشملت أعمال الشرطة القيام بأعمال المطافئ ورعاية اليتامى وإيواء العجزة وتنظيم المرور وكذلك أعمال الجوازات وإقامة الوافدين ومراقبة الأجانب، كما أسند للشرطة القيام بأمر الحسبة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وربطت هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الحجاز بمدير الشرطة في مكة المكرمة وبمديري الشرطة في المدن الأخرى.
وفي عام 1350هـ ألغي نظام الوكلاء وأنشئت لأول مرة في البلاد وزارة الداخلية وتضمن المرسوم الصادر بهذا الشأن إلحاق الأمن العام بوزارة الداخلية.
وفي عام 1369هـ صدر الأمر الملكي القاضي بالتصديق على نظام مديرية الأمن العام المشتمل على تشكيل مديرية الأمن العام وأقسامها والواجبات المنوطة بها وقواعد العمل بها وقواعد الإجراءات الجنائية الواجب اتباعها، وكذلك اشتمل على الضمانات التي يجب توفيرها لمن يشمله التحقيق من مبلغين وشهود أو متهمين لتأخذ العدالة مجراها السليم، ويعتبر صدور هذا النظام مرحلة هامة في تطوير الأمن العام في المملكة ومواده مثالية لأنها مستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية الغراء.وقد كان ذلك النظام عند صدوره يناسب المرحلة التي وصلت إليها المملكة من حيث استتباب الأمن والاستقرار.
(ويعتبر مدير الشرطة ممثلاً لمدير الأمن العام بالمنطقة التي يديرها، ويشرف ميدانياً على أفرع إدارات الأمن العام بالمنطقة).