أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، أن القرآن الكريم دستور هذه البلاد وأن العناية بالمصاحف من أولويات القيادة الحكيمة، مشيراً سموه إلى أن بلادنا منذ عهد الدولة الأولى التي أسسها الإمام محمد بن سعود وهي تعمل بكل ما أعطاه الله من قوة وتعنى بشؤون الإسلام والمسلمين في كل بقاع العالم فهي محافظة على دينها ومحافظة على عروبتها وستظل -بمشيئة الله- محافظة على كل ما من شأنه أن يرفع شأن الإسلام والمسلمين في كل مكان، فبلادنا لا تنظر لما يقوله الحاسدين ولا تلتفت لما يقوله الناعقون بل بالعكس هي تستوعب سنوياً المسلمين من كل مكان وأصدق دليل حج هذا العام الذي ولله الحمد كان أحد المواسم التي تعد مثاليه وليس بشهادتنا نحن ولكن بشهادة العالم أجمع.
جاء ذلك خلال استقبال سموه، أمس، في مجلسه الأسبوعي الاثنينية للقائمين على مشروع العناية بالمصحف الشريف من منسوبي المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالدمام، وقال سموه" بأن الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وفق ولله الحمد بإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والذي يستفيد منه في وقتنا الحاضر الملايين من المسلمين من كل أقطار العالم تتجاوز الأربعين لغة وهي نعمة كبرى نشكر الله عليها.
وأضاف سموه " ليس بالغريب في بلادنا أن يكون هناك مشروع للعناية بالمصاحف فهذا أغلى كتاب وأهم كتاب يستطيع المسلم أن يحرص على قراءته وتدبره وحفظه ورعايته، وهناك البعض ممن لا يحسنون العناية بالمصحف فقد يترك بحالة مزريه وهذا لا يليق بكتاب أنزل تنزيلاً من العزيز الحكيم وقد وفق الله مشروع العناية بالمصحف في مكتب الدعوة بالدمام إلى أن يقوم بهذا المنشط في هذه المنطقة، مبيناً سموه أن المفرح في الأمر أن من يقوم على هذا المشروع هم من الشباب والفتيات الذين يؤدون عملهم الشريف بهمة وعزيمة فهذه نعمه كبرى نحمد الله عز وجل أن أعطانا من أخواننا وأخواتنا ومن أبنائنا وبناتنا رجالاً ونساءً صالحين وشباب وشابات صالحين بإذن الله يعنون بكتاب الله حق عناية ويحرصون أن يكون في مكان لائق وبشكل لائق وأن يستفيد منه كل من يستفيد سواء في الداخل أو في الخارج.
وقال سموه " نحمد الله أن جعل ولاية هذه البلاد يحرصون كل الحرص على أن يرى شرع الله يطبق وأن يرى المساجد تصدح بالأذان ويرى المصلين في كل المساجد، وهذه ولله الحمد نعمة كبرى ودليلاً أكبر أن هذا البلد آمن ومطمئن يأتيه عيشه رغداً من كل مكان ولا نشعر ولله الحمد بأي نوع من النقص لا في الغذاء ولا في الدواء وقبل هذا وذاك الأمن ولله الحمد قام عليه رجال قادرون على حماية البلاد، فعلى الجميع أن يعلم بأن هذه البلاد سيحفظها رب العالمين بإذن الله لما تقوم به من أعمال جليلة للإسلام والمسلمين في كل بقاع العالم وهذا ليس بغريب عليها وإن شاء الله يدوم عزها بالإسلام وبأبنائها الصالحين الذين يعرفون حق المعرفة ما هو الوطن وماذا يعني الوطن.
ورحب سمو الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز, بطلاب مدرسة الإمام مالك المتوسطة من محافظة رأس تنورة قائلاً "أرحب بأبنائي من مدرسة الإمام مالك المتوسطة في رأس تنورة التي هي من إحدى المدارس النموذجية التي نفخر بوجودهم معنى في هذه الليلة وإن شاء الله تكون جميع مدارسنا على نمط هذه المدرسة وتكون مثالاً يحتذى به في التعليم إجمالاً، وأنا واثق بوزارة التعليم ممثلة بمدير التعليم بالمنطقة التي تسعى جاهدة إلى أن تجعل كل مخرجات مدارسنا مخرجات تنفع الطالب بإذن الله في مستقبله وأن تكون رافدة خير وبركة بما فيه نفع لأبنائنا وبناتنا فحياهم الله وأهلاً بهم وادعو لهم بالتوفيق والسداد.
من جانبه أوضح نائب رئيس مجلس إدارة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالدمام الدكتور عبدالواحد المزروع، في كلمته خلال اللقاء أن المكتب افتتح في رمضان عام 1413هـ، ولا زال يقدم خدماته بحمد الله بين المواطنين والجاليات الوافدة المقيمة وقد حقق ثمرات جليلة بحمد الله وفضله، وتبنى المشاريع الشبابية والبرامج الموجهة لهم وتنظيم الجهود التطوعية التي يسهمون بها، وذلك لتنظيم العمل الفردي الذي قد يشوبه بعض الاجتهادات حتى يصبح عملاً مؤسسياً مبنياً على أهداف استراتيجية ورؤى واضحة، وكان للمكتب بفضل الله شرف الإشراف على عدد من الفرق التطوعية من بينها (القسم النسائي، وفريق إرواء، وفريق سواعد، والفرق الرياضية، ومشروع العناية بالمصحف)، لافتاً إلى أن عدد العاملين في هذه المشاريع يفوق 600 شاب وفتاة من أبناء هذا المجتمع المعطاء.
وأشار الدكتور المزروع إلى أن مشروع العناية بالمصاحف، مشروع شبابي تطوعي كان عملاً فردياً غيرة على كتاب الله تعالى، وقام المكتب بالإشراف على هذا المشروع ليكون عملاً مؤسسياً يعمل وفق أسس واضحة وأهداف محددة، وقد بلغ عدد المتطوعين في المشروع (260) متطوعاً، وله مندوبين لجمع المصاحف بالمناطق وعددهم (16) مندوباً، وقد بلغ عدد البلاغات الواردة بوجود مصاحف (1642) بلاغاً، فيما بلغت عدد زيارات المعرض الدائم للمكتب (136) زيارة، وإجمالي المصاحف التي تم جمعها من الشراكات المجتمعية بلغت (11656)، وأقام المشروع عدداً من المعارض التوعوية بلغ زوارها (9445) شخصاً، كما أقام المشروع حملات توعوية في المدارس بلغت (27) حملةً، استفاد منها(8250) طالباً وطالبة، وبلغ ما تم جمعه من المصاحف (124723) مصحفاً، فيما تم إهداء الصالح منها والتي بلغت (7925) مصحفاً، وتم إرسال (116798) مصحفاً إلى مشاريع تعتني بتجديد وتهيئة كتاب الله.
وأضاف الدكتور المزروع أن من الثمرات التي حققها المكتب بلوغ عدد المهتدين الجدد أكثر من 1200، وعدد البرامج والأنشطة أكثر من 120 ألف، وعدد المستفيدين أكثر من 15 مليون، فيما بلغت عدد المواد الدعوية أكثر من 7 مليون.