إن المديرية العامة للسجون على وعي تام بالدور الهام الذي يقع على عاتقها في مجال الإصلاح والرعاية التي يحتاجها النزلاء. ومما لاشك فيه أن برامج تدريب و تأهيل وتشغيل السجناء تلعب دورا رئيسيا في إنجاح هذه السياسة الإصلاحية. فالاهتمام الذي توليه الدولة رعاها الله لشؤون النزلاء منذ إيداعهم السجن وحتى ما بعد الإفراج عنهم، يشمل كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي والتشغيل والتدريب على بعض الحرف والمهن التي تتناسب وقدراتهم وميولهم، تحضيرا لهم لممارسة حياة طبيعية في مجتمعهم، ومساعدتهم على تخطي العقبات نحو حياة كريمة جديدة بعد خروجهم من السجن.
اتفاقيات هامة
ومن أجل تفعيل هذه البرامج والخطط، فقد عقدت المديرية العامة للسجون مجموعة اتفاقيات هامة مع عدد من الجهات ذات العلاقة والمتخصصة في مجال التدريب والتشغيل والتمويل من اجل العمل على تخطيط وتنفيذ أفضل برامج التدريب والدعم والمساعدة للسجناء. ومن هذه الجهات صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) الذي يساهم في التدريب والتشغيل والدعم المالي، وصندوق المئوية وبنك التسليف اللذان يقدمان قروضا ميسرة أثناء وبعد فترة محكومية السجناء تساعدهم على بدء مشاريعهم في حياتهم الجديدة.
كما شملت مثل هذه الاتفاقيات عددا من المصانع الوطنية التي تشارك في هذه البرامج و تقوم بتوفير العمل بأجور مجزية للسجناء في مصانع أنشئت خصيصا لهذا الغرض داخل السجون، يمارس فيها السجناء أعمالا مختلفة تضم صناعة الأثاث المنزلي والستائر وعلب المجوهرات وتغليف التمور والمخابز والأعمال الجبسية وغيرها من الصناعات الخفيفة.
برنامج تأهيل وتشغيل السجناء
من البرامج الإصلاحية ذات الأهمية التي توجه للسجناء برامج التأهيل والتدريب على بعض الحرف والمهن التي تتناسب مع قدرات كل منهم وميوله وذلك تمهيدا لممارسة حياته الطبيعية بين أفراد مجتمعه. فقد يكون البعض منهم قد ارتكب الجرائم نتيجة لحاجة مادية، أو لوجود فراغ لم يستطع استثماره بما هو مفيد، وتكون هذه الدوافع وغيرها لدى من يخرج من السجن أكثر من غيرها ولذلك تبرز أهمية برامج التأهيل والتدريب خلال فترة محكوميه السجين ليتمكن من تخطي العقبات التي قد تكون حجر عثرة في طريقه بعد خروجه من السجن .
أ- التدريب المهني:
التدريب المهني من البرامج الإصلاحية التي تقدم للسجناء حيث يتم التحاق السجين بأي مهنة فنية متوفرة في ورش التدريب المهني والصناعي بالسجون، ويراعى أن تتناسب هذه المهنة مع ميول السجين وقدراته الذهنية والجسمية. ويهدف المشروع إلى تدريب النزلاء اللذين تتوفر فيهم الصلاحية لاكتساب حرفة أو مهنة إثناء إقامتهم بالسجن لتهذيبهم وتثقيفهم وتوفير حياة كريمة لهم في مجتمعهم بعد إطلاق سراحهم، وتنمية مهارات أصحاب الخبرة والاستفادة من طاقتهم العلمية المعطلة والقضاء على وقت الفراغ .
ومن المهن التي يتم التدريب عليها ما يلي :
1-ميكانيكا سيارات. مدة الدورة 6 أشهر
2-سمكرة السيارات. مدة الدورة 6 أشهر
3-لحام اكس ستيل وكهرباء. مدة الدورة 6 أشهر
4-نجارة عامة. مدة الدورة 6 أشهر
5-سباكة صحية. مدة الدورة 6 أشهر
6-كهرباء وتسليك. مدة الدورة 6 أشهر
7-تفصيل ملابس. مدة الدورة 6 أشهر
8-الآلة الكاتبة . مدة الدورة 6 أشهر
9-التبريد والتكييف. مدة الدورة 6 أشهر
10- الإلكترونيات. مدة الدورة 6 أشهر
11- اللحام والحدادة. مدة الدورة 6 أشهر
وبالإمكان التوسع في إنشاء صناعات أخرى مثل (البناء، الخرسانة المسلحة، تجليد الكتب، صناعة الجلود، صناعة السجاد، الدهانات، صناعة الأحذية، صناعة النسيج اليدوي، صناعة السبح ).
ب- المطابع الحديثة:
برنامج المطابع الحديثة هو البرنامج الذي حقق نجاحا كبيرا كبرنامج تدريبي وإنتاجي، وقد استطاعت مطابع السجون تغطية جميع مطبوعات المديرية العامة للسجون وفروعها وطباعة البحوث والكتب بشكل جيد وحديث، وتسعى المديرية العامة للسجون إلى إيجاد برامج مماثلة ليس الهدف منها الإنتاج فحسب وإنما من اجل استمرار السجناء بعد نجاحهم في برامج التدريب من اكتساب مزيد من الخبرة والحفاظ على ما قد حصلوا عليه من معلومات أثناء الدورات التدريبية، مع استفادتهم من المكافآت التي تصرف للمتدرب وكذلك لذوي الخبرة وهي من الحوافز الجيدة التي تقدمها الدولة لهذه الفئة من المجتمع.
الشروط الصحية اللازمة لتدريب السجناء:
1- يخضع النزيل قبل تدريبه لفحص طبي لتقرير حالته الصحية وقدرته على القيام بأعمال المهنة التي سيتدرب عليها والعمل بها .
2- يعد لكل نزيل ملف علاجي يثبت فيه نتائج الفحوصات والكشوفات الطبية قبل الالتحاق بالتدريب وأثناء الإجازات المرضية وإجازات الإصابات والأمراض المهنية .
3- يجرى تحويل النزيل للكشف الطبي في حالة الإبلاغ عن مرضه أو عدم استطاعته العمل، وعندما يلاحظ المسؤولون انه بحاجة إلى ذلك يجري التأكد من حالته الصحية ولا يعود للعمل إلا بعد تقرير طبي.
4- يجوز بتوصية طبية تغيير المهنة التي يعمل بها النزيل إذا ثبت أنها لا تناسبه من الناحية الصحية أو بسبب إصابات حدثت له أثناء عمله.