نصت المادة (17) من نظام السجن والتوقيف على أنه يجب على إدارات السجون ودور التوقيف أن تكفل محافظة المسلم في السجن أو دار التوقيف على إقامة شعائره الدينية الإسلامية، و أن تهيأ له الوسائل اللازمة لأدائها، وأن يكون لكل سجن مرشد أو أكثر من الدعاة المتخصصين في الدعوة إلى الله عز وجل وهداية النفوس وحث النزلاء على الفضيلة ومراقبة أدائهم لشعائرهم الدينية على الوجه الذي تبينه اللائحة التنفيذية التي تضمنت إنشاء إدارة التعليم والوعظ والإرشاد بكافة سجون المملكة.
ومن مهام قسم الوعظ والإرشاد :
1- بث الوعي الديني بين النزلاء.
2- تدريس العلوم الدينية عن طريق إلقاء المحاضرات والمواعظ مع التركيز على التحلي بمكارم الأخلاق وغير ذلك من المواعظ الدينية التي تتناسب ومستوى النزلاء الثقافي وجنسياتهم ومعتقداتهم ووعيهم وإدراكهم.
3- تمكين من يرغب من النزلاء من حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية.
4- عمل مسابقات لحفظ القرآن الكريم بين نزلاء السجون وصرف مكافآت مالية تشجيعا لهم على الحفظ والتجويد.
5- يقوم بمهمة الواعظ الديني والإرشاد واعظ أو أكثر في كل سجن على أن يكونوا مؤهلين ومعتمدين لترغيب النزلاء في الفضيلة وحثهم على أداء الفرائض الدينية.
6- تقوم إدارة السجن بالتعاون مع الواعظ الديني أثناء الإرشاد بالتوغل في مواطن الانحراف في تفكير السجناء، ليصادف العلاج موضعه، ويحقق الوعظ والإرشاد غايته.
7- تيسر إدارة السجن للنزلاء والعاملين فيها القيام بالصلوات المفروضة في وقتها.
يعتبر برنامج تحفيظ القرآن الكريم أحد القواعد الأساسية التي تهدف إلى إصلاح وتقويم السجناء حتى يعودوا مواطنين صالحين لأنفسهم ولأسرهم ومجتمعهم، فقد كان لاهتمام صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأثر الكبير في وضع هذه البرامج التي تعتبر أحد الروافد الإصلاحية الهامة للسجون، وتمثل ذلك في القرار الوزاري رقم (1405) وتاريخ 28/2/1410 هـ المتضمن صرف حوافز للنزلاء الدارسين في حلقات تحفيظ القرآن الكريم على النحو التالي:
• (400 ريال) عن كل جزء من الأول إلى العاشر.
• (300 ريال) عن كل جزء من الحادي عشر إلى العشرين.
• (200 ريال) عن كل جزء من الحادي والعشرين حتى الثلاثين.
وتصرف مكافأة إضافية لمن يحفظ عشرة أجزاء متتابعة من القرآن الكريم مع إتقان أحكام التجويد على النحو التالي:
• (1000 ريال) من الجزء الأول إلى العاشر.
• (800 ريال) من الجزء الحادي عشر إلى العشرين.
• (600 ريال) من الجزء الحادي والعشرين إلى الثلاثين.
وترغيبا للنزلاء وحثهم على حفظ كتاب الله الكريم، فقد صدر أمر خادم الحرمين الشريفين رقم (107/8) وتاريخ 7/2/1408 هـ والمتضمن إعفاء السجين الذي يتمكن من حفظ القرآن الكريم غيبا أثناء فترة سجنه من باقي محكوميته , كما صدر أمره الكريم رقم (2081) وتاريخ 27/11/1411 هـ الذي يؤكد مدى الاهتمام بالنزلاء وتسهيل مهمة حفظ القرآن الكريم وضرب الناتج في نصف المحكومية بالأشهر. ويشترط لذلك ألا تقل محكومية السجين عن ستة أشهر وان لا يقل حفظه عن جزأين ولا ينظر في كسور الجزء بل يطالب بالجزء كاملا.
ومما تجدر الإشارة إليه أن تطبيق هذا البرنامج الهام بالسجون يعتبر خطوة رائدة وموفقة حيث إن نسبة العائدين إلى السجن من السجناء الحافظين للقرآن الكريم أو أجزاء منه بعد إطلاق سراحهم تكاد تكون معدومة تماما، الأمر الذي يؤكد بأن هذا البرنامج هو من أفضل البرامج الإصلاحية وخير وسيلة للإصلاح وتهذيب السلوك، مما يوجب الحرص عليه والعناية به وتهيئة كل الظروف المعينة، وتذليل كافة العقبات ليكون أساسا راسخا تنطلق منه وسائل الإصلاح الأخرى.